الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
لا يجوز دعاء الموتى
فتوى رقم (9582):
س: فيه هجوم شديد على السلفيين , وأنهم منكرون ولا يحبون الأولياء , ومن ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن الاستغاثة بالميت جائزة: حديث الرجل الأعمى الذي استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته , وقد علمت أن هذا الحديث صحيح مما يسبب لبعض الناس حيرة شديدة فأرجو إفادتنا في هذا الأمر المهم؟
ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حديث الأعمى أخرجه الإمام الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني , قال: " إن شئت دعوت , وإن شئت صبرت فهو خير لك " قال: فادعه , فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر الخطمي.
والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم , وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته , كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته.
وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى , وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا وأوضح معناه في كتابه [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فراجعها لتستفيد أكثر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم
السؤال الثالث من الفتوى رقم (2213):
س 3: قال بعض أهل البدع الذين يدعون أهل القبور قال: كيف تقولون: الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى عليه السلام حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس , وقال بعضهم: كيف تقولون: كل بدعة ضلالة , فماذا تقولون في شكل القرآن ونقطه , كل ذلك حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فبماذا نجيبهم؟
ج 3: أولا: الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم من الناس , ولا يستجيبون دعاء من دعاهم , ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر، ولو كانوا أنبياء , بل انقطع عملهم بموتهم ; لقول الله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقوله: {وما أنت بمسمع من في القبور} وقوله: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية , وولد صالح يدعو له , وعلم ينتفع به رواه مسلم في صحيحه ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح , كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر , وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء , وحديثه مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات حينما عرج به إليها , ومن ذلك نصح موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة , وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد. . ولا يقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل ; لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات , علما بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة؛ إذا لم تعلم العلة , والعلة في هذه المسألة غير معروفة ; لأنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع , ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم , فوجب الوقوف بها مع الأصل.
¥