تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


الأخ الكريم إحسان العتيبي حفظه الله من كل مكروه، وجزاك الله أنت خيرا كثيرا وزادك علما وشرفا وعزا

أخي الكريم أذكرك بأني افتتحت الكلام معك حول موضوع "الإلزام" الذي فحواه:
بما أن النص لم يصل إلينا فهو غير موجود أصلا

ولذا فمعظم ما أوردتَه من كلام لأهل العلم لا يخص مجال مناقشتنا
ولكَ أن تتأمل منذ بداية كلامك حيث قلتَ:
1 - ليس ما كتمه أبو هريرة "من" العلم الذي تحتاجه الأمة
2 - ثم إنه قد أخبر بعض أصحابه بها!
ثم استرسلتَ في سرد كلام أهل العلم عن ذلك

وأنا أصلا لم أختلف معك في "أسباب" كتم أو إخبار أبي هريرة لنصٍ ما
ولكن اختلافي معك في "وجود" النص أصلا
فإنه إذا جاز شرعا "كتمان" نص ما كحديث الوعاء أو حديث لا تبشرهم فيتكلوا _وهو عمدتي لأنه الأوضح_ وغير ذلك كثير
دل ذلك على "وجود" نصوص شرعية "يجوز" شرعا عدم تبليغها
وإذا جاز كتمانها وعدم تبليغها صار محتملا ألا تصل إلينا "رغم أنها كانت موجودة" وتحدث بها الرسول صلى الله عليه وسلم
ويقال مثل هذا في التفسير النبوي أيضا، فقد يحتمل أن الرسول فسر كل آية ومع ذلك وجد ما يمنع وصول تفسيره إلينا، بغض النظر عن أسباب ذلك سواء كان لتكرار الآية _كما ذكرتُ سابقا_ أو لوضوحها أو خوف الناقل أو مما يتعلق بأسماء أمراء الجور والمنافقين والمرتدين أو لكونها تتعلق بالفتن والملاحم أو لغير ذلك من الأسباب الكثيرة
فأنا لا أناقشك في "أسباب" عدم وصول النص إلينا، وإنما في "أصل وجوده"

وإن عدنا لمسألتنا مرة أخرى نجد "الاحتمال" ما زال قائما من أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل آية ولكن لم يصل إلينا
ثم جاء ما يؤيد هذا الاحتمال القائم ويزده قوة كعموم آية سورة النحل وغيرها
وإذا قام هذا الاحتمال لزم أن يسقط الاحتمال الآخر القائل: "بما أنه لم يصل إلينا لزم أن الرسول لم يتحدث به"

فتبيين خطأ هذا "الإلزام"، وهو الذي من أجله ابتدأتُ معك المناقشة حوله.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير