تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 09 - 03, 08:23 م]ـ

ابن تيمية واعادة القداسة للنص الشرعي

- اعترف ان هذا العنوان ينبغى ان يؤخر حتى الفراغ من مناهج الاستنباط والاستقراء عند الفلاسفة ثم الشروع في منافع الفلسفة ثم بعد ذلك من المفترض ان يأتي الكلام على منهج ابن تيمية رحمه الله.

غير اني اعاني كثيرا من تعدد المسارات حال الطرح وهي مشكلة اعمل على معالجتها. غير ان سبب تقديم هذا العنوان له فائدة يعرفها الاخ محمد بن يوسف بن رشيد.

- على العموم نحتاج الى اعادة سرد سريعة لبيان هيبة النصوص الشرعية الربانية زمن القرون المضلة.

فالكل يعرف ان تعظيم النصوص وتقديسها سواء النصوص القرآنية او النبوية كان من اكثر ما يميز القرون المفضلة الاولى ولايوجد واحد منا الا ويستحضر صور من هذا التعظيم العجيب والذي اثمر ذلك الايمان الراسخ والمقامات العالية.

غير ان حركة الزمن والانخراط في سلك الحضارات الاخرى ودخول بعض الافكار الفلسفية المتعلقة بالتعامل مع اللغة.

و وجود قواعد مؤطرة وضابطة لهذا التعامل. أثمر بعدا حقيقا عن النصوص وصار سيف تأويل النص وصرفه عن ظاهرة من المسائل التى يكاد يتفق عليها ارباب الكلام!

وما زال الائمة يعظمون هذا الخطر ويحذرون منه وكان نصيب هؤلاء الزنادقة في زمن القوة السيف الذي ندر الكثير من رؤوسهم غير ان الزمن لم يلبث ان دار دورته وصارت الغلبة المادية لهم فبثوا من علومهم الكثير حتى غدت قواعدهم الفكرية هي المنطلقات التى يقيس بها كثير من الفرق الكلامية وجود البارئ وصفاته وغير ذلك من أمور الاعتقاد.

وضعفت هيبة النص الاسلامي وقل الاعتناء به وصار الحديث والاية يؤول بطرق غريبة.

حتى فزع ألإفراد من العلماء الى هذا الخطر الداهم ومن أشهرهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

وحتى لانطيل في بيان هذه المحاولات من هذا العالم. دعونا نبين هذا بطريقة المقارنة.

سنقارن بين رسالة ابن تيمية رحمه الله الصغيرة في الاعتقاد والموسومة بالواسطية و بين اشهر كتب الاعتقاد عند بعض الطوائف وهو متن (أم البراهين) وهي التى يعتمدونها حفظا و تلقينا.

لكن ما هو الفرق الكبير بين العقيدتين هذا الفرق يعطينا فكرة عن مدى اتساع شقة الاختلاف بين المنهجين:

من المنطقى ان يحوى الكتابين او المتنين العشرات على الاقل من آيات الكتاب العزيز والعديد من الاحاديث النبوية الصحيحة لانهما كتابان في الاعتقاد.

لكن الصدمة تقع عندما نعلم ان متن ام البراهين لم يحوى ولا آية واحدة!! بل ولا حديث واحد!! بينما حشى بمقدمات منطقية!!! اما متن العقيدة الواسطية فقد استدل فيه بأكثر من مائة وعشرين آية وما يقارب الثلاثين حديثا نبويا أغلبها من الصحيحين! وهذا مثال بسيط يبين مدى الفرق في طرق الاستدلال بين الفريقين مع العلم انهما بنفس الحجم تقريبا

ومن تأمل في الكثير من كلام ابن تيمية في الفروع وفي الاصول وجد تعظيم النص والفزع اليه هو المقدم وبعكس اهل الكلام الذي صارت المقدمات المنطقية عندهم هي القطعية والنصوص الشرعية ظنيه!

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 09 - 03, 06:15 م]ـ

ومن الفروقات الرئيسية بين المنهجين الفكريين ... المنهج السلفي المتابع للهدى النبوى , والمنهج الفلسفي الكلامي.

تباعد طرق الاستدلال ومسالك التدليل .... ولسنا هنا نناقش في صحة طرق الاستدلال الفلسفية اذ انها قد تكون صحيحة.

وهذا بين للمتتبع فمثلا الدليل الفلسفي على العقل الفعال قوى ومنطقي وكذلك الدليل الذي نزع اليه فلاسفة الاسلام كبن سينا في الاشارات (و طار به الرازي) وهي طريقة واجب الوجود وممكن الوجود طريقة (صحيحة) لكن هل هي طريقة ((شرعية)) بالطبع ليست كذلك .. ولذا فقد اقر بصعوبة مسالك الادلة عند الاشاعرة العز بن عبدالسلام رحمه الله كما في القواعد الكبرى بل قال ان العوام لاتفهم هذه القواعد. قلت بل حتى كثير من علمائهم ودعهم يفسروا نظرية الكسب التى تباينت فيها اقوالهم وتشعبت ارائهم.

ودعونا نأخذ هذا الاقرار من احد الجبال العقلية الفلسفية وهو ابن رشد رحمه الله (على ضلاله غير انه عقلية فذه).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير