تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:01 م]ـ

أرتبطت الفلسفة بمفهومين:

المفهوم الاول مفهوم السفسطه.

المفهوم الثاني مفهوم الزندقة والانحلال عن الدين.

و لاشك ان هذه القضية ليست بالصحيحه وحتى نعرف سبب نشأة هاذين المفهومين لابد ان نلقى نظرة تاريخية سريعة على ظهور الفكر الفلسفي في الاسلام.

بغض النظر عن صحة قصة المأمون وطلبه للكتب اليو نانية في المكتبات الرومانيه فان عصر المأمون هو اول عصر تتلاقي في الثقافتين الاسلامة واليونانية الفلسفية وهو عصر الترجمة والنقل من هذه الثقافة الوثنية فلما تلقف فلاسفة الاسلام الفكر الفلسفي في ذلك العصر تلقفوه على انه مزيج متجانس لاينفك بعضه وقد تقدم نقد هذا في الكلام السابق فتجد الفارابي مثلا يحاول صوغ مدينة فاضلة على غرار مدينة افلاطون محاولا التوفيق بين المفهوم الاسلامي للحكم والمفهوم الفلسفي!

وكذلك في قضايا النبوات وغيرها مما اوجد تركيب متناقض متباعد اذ ان الحكم الاسلامي في القضايا الانسانية وقطبي رحاها علم النفس وعلم الاجتماع له منظور خاص قد لايوافق في كثير من النقاط المنظور الفلسفي.

وحتى تعرف الفكر الفلسفي المنتسب للاسلام يكفيك التعرف على فكر اقطاب الفلسفة الثلاثة فيه وهم ابن سينا والفارابي و بن رشد.

وقد ذكرت لك سابقا ان ابن رشد اكثرهم علما ودقة وفهما وعقلا و كافة فلاسفة الاسلام في كفة وابن رشد في كفة ولهذا سببين:

الاول: العلم الشرعي الذي يمتلكه ابن رشد وهو علم شرعي قوى مؤصل بخلاف البقية.

الثاني: الاطلاع الفلسفي الحاضر والقوى وخاصة للفكر الارطسي عند ابن رشد حتى انه ترجم عدة من كتب ارسطوا ومنها نقل اكثر الاوربيين ومذهبه الرشدي الفلسفي لا زال قائم وله اتباعه وخاصة من اليهود.

وقد بين رحمه الله في (تهافت التهافت) في الرد على الغزالي ان بن سينا والذي اعتمد الغزالي كلامه كمفهوم للفلاسفة في الاسلام لم يفهم كلام ارسطوا واخطاء في البناء عليه.

الخلاصة ان من اشنع الاخطاء أخذ الفلسفة على انها فكر موحد بل يجب عدم الاتفتات للطرح الفلسفي فيما يتعلق بما وراء الطبيعة او الالهيات لان هذا الطرح لم يتنور بانوار الرسالات ولم يقتبس من مشكاة النبوات.

غير ان الطرح الفلسفي في بقية القضايا اكثره ذو نفع وفائدة كما قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى (وكثير من كلامهم نافع في الطبيعيات ولهم عقول عرفوا بها ذلك) أو كما قال رحمه الله.

فالعلوم الدنيوية تحتاج الى روح والى علم يضبطها في مناهج البحث والنظر والفلسفة هي تلك الروح.

أما سبب نشوء المفهوم الثاني مفهوم السفسطة وهو الوصول الى المعاني السهلة بالالفاظ المعقدة , فهو ما ساتكلم عليه ان شاء الله في المقال التالي.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 11 - 03, 09:34 م]ـ

أما مفهوم السفسطة و تعقيد الواضحات او بمعنى ادق (الوصول الى المعاني السهلة او النتائج السهله باللالفاظ الصعبة).

وهو وصف اقترن بالفلسفة تاريخيا خاصة عند المسلمين ولم اجد هذا الوصف منتشرا في الفكر الغربي الاوربي الا بعض الاشارات وخاصة الى بعض الطوائف الفلسفية كالسفسطائية وغيرها.

ولكنك واجد هذا الوصف يكاد لاينفك عن الفلسفة في النظرة النقدية الاسلامية العامية للفلسفة ولهذا اسباب عديدية نوجزها فيما يلي:

1 - واقع حقيقي مرتبط بطائفة من معتنقي الفلسفة الاسلاميين ممن استخدموا العقل الفلسفي في التعامل مع النصوص خاصة وكما مثلنا في المثال السابق بين العقل المباشر والعقل الفلسفي وذكرنا الفرق بينهما وسيأتي مزيد كلام بأذن الله حول العقل المباشر او العقل الشرعي والعقل الفلسفي.

هذا الواقع الناتج عن التطبيق الفلسفي الفكري الخاطئ من طائفة من معتنقيه بل ومن اكابرهم ان اصبحنا اكثر دقة قد اثمر هذ النظرة التى تلزم الفلسفة بالسفسطة.

2 - قصور في الفهم من بعض النقاد المسلمين من اي طائقة كانوا للمعاني الفلسفية واللوم لايقع عليهم بالدرجة الاولى اذ انهم ينقدون الفلسفة التى عرضت بين ايديهم في عصور الترجمة وانتحلها الكثير من الباطنية.

ولكن اللوم يقع على طوائف العارضين لهذه الفلسفة من منتحليها.

3 - الطبيعة التركيبية الفكرية للفلسفة مركبة من التحليل واعادة التركيب مما يعنى النظر من زوايا متعددة للمسائل النظرية قبل ظهور الفلسفة التجريبية.

وهذه النظرة المركبة التحليلية قد لاتلقى رواجا وقبولا عند بعض الطوائف فضلا عن ان تكون منهجا استنباطيا اساسيا في قائمة الفكر الفلسفي.

ومن الواضح ان الكلام هنا على المسائل النظرية دون المسائل التجريبية اذ ان هذا نوع من انواع الفلسفة يأتي الكلام عليه بأذن الله.

ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:03 ص]ـ

شيخنا الجليل لم أكن قد اطلعت على هذا الرابط من قبل والذى أكد لى أن هذا الملتقى ملىء بالدرر الكامنه ويحتاج منا إلى وقفات ووقفات

الواقع شيخنا الجليل أننى قد انبهرت بأسلوبك من حيث إلمامك بالمتناقضين ومحاولتك الجمع بينهما فتذكرت على الفور الشيخ متولى الشعراوى الذى كان يلقى على الناس وأكثرهم من العوام مثلى مذاهب الفلاسفة والمعتزلة والمتكلمين بأبسط عبارة ولا نسمع إلا صيحات الإعجاب

حقيقة شيخنا الجليل إن حديثك عن الفلسفة والشريعة يحتاج إلى تأمل ونظر ولى مبدئيًا ملاحظة:

الذى أعلمه أن الفلسفة هى قسيم العلم وليست علمًا من العلوم وأن العلم قد انفصل عن الفلسفة منذ قديم الأزل وإن كان خرج من عباءتها ذلك أن منهج العلم وغايته مختلف عن منهج الفلسفة وغايتها.

وكذلك اختلف فى علاقة المنطق بالفلسفة بين الفلاسفة أنفسهم فذهب الرواقيون إلى أن المنطق جزء منها وذهب المشائيون إلى أنه اداه وليس جزءًا وذهب أصحاب أفلوطين إلى أنه جزء وأداة معًا ولكل منهم حججه وإن كان مذهب المشائيين الراجح عند المسلمين.

وعليه شيخنا الجليل فإن أرى من حيث المبدًا أن الفلسفة ليست علمًا وأنها نتاج للجهد العقلى المجرد البعيد عن الوحى وأنه لا يمكن الجمع بين الفلسفة والدين.

وأنا مستعد لمناقشتك حول تلك القضية باستفاضة إن شاء الله تعالى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير