تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.

" تفسير القرطبي " (7/ 276).

30/ 07/06, 02:24 02:24:38 AM

الغواص

عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04

المشاركات: 143


إلى الأخوين الكريمين
هذه المقولة "تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن كان قليلا"
هذه المقولة خاطئة لأنها نشأت من خطأ آخر وذلك عندما حصرنا تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن بالأحاديث التي نصت على آية بعينها فقط
وإلا فالصحيح أن "كل" أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم _التي لم تدون في كتب التفسير لأنها لم تنص على آية بعينها_ إنما هي من تفسير القرآن أيضا.

ولذا تجد بعض المفسرين يتفطن لهذا الأمر فيدرج حديثا ما تحت آية بعينها لارتباطه بها

ولكن قبل أن أبدأ بسرد تلك الأحاديث سأبدأ الأمثلة بأحاديث لها صلة مباشرة بالآيات، فأورد منها على سبيل المثال:

1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
رواه البخاري
2 - عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ قَالَ لَا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ثُمَّ قَرَأَ:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى إِلَى قَوْلِهِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
رواه البخاري

3 - وبالجملة فأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة التي فيها جملة ( ... ثم قرأ الرسول ... ثم تلا النبي ... الخ) هي أمثلة كثيرة جعل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كلامه تفسيرا "مباشرا" للآيات

فهذه النوعية من الأحاديث مهما أكثر العلماء من وضعها في كتب التفسير ستبقى قليلة

أما الأحاديث التي لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها آية معينة حال إيراده لتلك الأحاديث، فهي التي ما زال العلماء "يجتهدون" في وضعها تحت ما يناسبها من آيات لتكون تفسيرا لها، ولابن كثير رحمه الله من هذا شأن عظيم، وسبقه إلى ذلك ابن عباس رضي الله عنه

ودونكم أمثلة ليست للحصر:

1 - فابن عباس رضي الله عنه يفسر "اللمم" في آية سورة النجم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا) فرغم أن الحديث لم يشر بطريقة مباشرة للآية ولكن ابن عباس جعل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرا للآية. وتبعه على ذلك علماء أجلاء.

2 - وآية (وكل صغير وكبير مستطير) تجد كثيرا من المفسرين أوردوا حديث الرسول (يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا)
فرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشر بطريقة مباشرة إلى أن كلامه هو تفسير لآية سورة القمر أو غيرها، ولكن العلماء وضعوا حديثه كتفسير للآية.

3 - وعند قول الله (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) أورد من أورد من المفسرين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه مالم يحدث: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ... )
فرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الآية وكيفية صلاة الملائكة دون أن يشير للآية وأن يذكرها في سياق كلامه، ولكن العلماء جعلوا الحديث تفسيرا للآية.

_والشيء بالشيء يذكر فلا أخفيكم إني في فترة زمنية مضت كدت أن أبدأ مشروعا، فأضع تحت كل آية ما يناسبها من الأحاديث، لأن هذا العمل في نظري خير من كل المتون العلمية الموجودة الآن، ولكن لأسباب كثيرة انصرفت عن هذا العمل_

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير