ـ[أسامة]ــــــــ[14 - 06 - 08, 06:31 ص]ـ
إخوتي الكرام .. أحب أن أوضح بعض الأشياء لعلي أضع من خلالها بعض النقاط على الحروف.
الذي يظهر من خلال المشاركات السابقة أن الجميع متفقون على كفر علماء الرافضة، وإنما النزاع في عوامهم.
و خلاصة القول أن من الإخوة من يرى كفرهم مطلقا، سواء قالوا إنهم مرتدون أو قالوا إنهم كفار أصليون.
ومن الإخوة من يراهم مسلمين ويعذرهم بجهلهم.
وقسم ثالث يرى التفصيل، و التفريق بين من بلغته الحجة ومن لم تبلغه الحجة، أو بين من يعرف حقيقة مذهبه وملته ومن لا يعرف حقيقتها.
وسأحاول تحرير الكلام في هذه القضية بما يفتح الله به علي، فأقول و بالله التوفيق:-
أولا ـ من المعلوم أن ملة الرفض ملة كفرية لا تمت إلى الإسلام بصلة، وأنها قائمة على الشرك و الكفر والبدعة.
وعليه فمن دخل في هذه الملة عالما بحقيقتها عامدا من غير إكراه و لا تأويل فهو منسوب إليها ومحكوم عليه بحكمها.
فإن كان من أبوين مسلمين ثم دخل فيها بالشرط المذكور فهو مرتد عن الإسلام بلا ريب، وإن كان من أبوين رافضيين فحكمه حكم أبويه لحديث: ((فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) وحديث: ((هم منهم)) أي الذرية من آبائهم وفي هذه الحالة لا حاجة لنا إلى الشرط المذكور.
ثانيا ـ من المعلوم أن الروافض الأوائل كانوا مسلمين ثم دخلوا في ملة الرفض،التي تطورت مع الزمن شيئا فشيئا، حتى صارت مسخا وكفرا بواحا.
وعليه فالروافض الأوائل كانوا من أهل البدع، ولم يكن بالإمكان الحكم عليهم بالردة عن الإسلام ولذا كان بعض الأئمة يروون عن بعضهم الأحاديث، و لكن لما تطور مذهبهم و صاروا يكفرون عامة الصحابة و يدّعون تحريف القرآن و يؤلهون أئمة أهل البيت أو بعضهم و يدعونهم من دون الله و يستغيثون بهم عند الشدائد و يذبحون لهم من دون الله، إلى غير ذلك من أنواع الكفر الأكبر، فعند ذلك مرقوا من الإسلام و خلعوا ربقته من أعناقهم و صاروا بذلك مرتدين عن الإسلام، حالهم في هذا حال قوم نوح الذين كانوا على التوحيد حتى مات صالحوهم فغلوا فيهم شيئا فشيئا حتى دعوهم من دون الله و عبدوهم فصاروا بذلك كفارا مشركين مرتدين، وعند ذلك بعث الله لهم أو لأبنائهم من بعدهم نوحا عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد و ينهاهم عن الشرك.
ومن المعلوم أن الذين وقعوا في الشرك من قوم نوح لم يقعوا فيه عالمين بأنه شرك، بل كان ذلك منهم عن جهل كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما-: ((فلما مات أولئك و نُسي العلم عبدت)).
إذاً فهؤلاء كفروا و ارتدوا عن الإسلام و لم يعذروا بجهلهم لأنهم عبدوا غير الله بغير سلطان أتاهم.
وهكذا كفار قريش الذين اتخذوا الأوثان كفروا مع أن أكثرهم كانوا جهالا يظنون أن هذه الأوثان تقربهم إلى الله زلفى، ولكنهم لما عبدوا الأوثان بغير حجة و لا برهان وإنما طاعة لسادتهم و كبرائهم كفروا و مقتهم الله كما في الحديث الصحيح.
ومما يزيد الأمر وضوحا الاعتبار بحال الكتابيين الذين لا فرق بين علمائهم وجهالهم في الحكم، بل قد كفرهم الله مع ادعائهم أنهم على ملة أنبيائهم لشركهم بالله ولأنهم اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله بطاعتهم في تحليل ما حرم الله و تحريم ماأحل الله، تماما كما يفعل جهال الرافضة.
وهاهنا لا بد من التنبه إلى الفرق بين الحكم عليهم و تسميتهم بالكفار، و بين استحقاقهم للعذاب، فإن الله - تعالى - قال لنبيه عليه الصلاة و السلام: {وإن أحد من المشركين استجاركك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه} فسماه مشركا قبل سماعه لكلام الله ولذا قال: {ذلك بأنهم قوم لا يعلمون} مما يدل على أن اسم الشرك يصدق عليه قبل العلم ,وأنه لا يعذر بجهله لأنه خالف أمر الله بغير حجة و لا برهان، و أما العذاب فإنه لا يثبت استحقاقه إلا بعد بلوغ الحجة الرسالية لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}. فهذا في العذاب لا في التسمية،وهو شامل لعذاب الدنيا و الآخرة.
وبناء على ما تقدم فأوائل الرافضة الذين مرقوا من الدين كفار مرتدون، وأما ذرياتهم من بعدهم فكفار أصليون لأنهم ما عرفوا الإسلام و إنما ملتهم ملة آبائهم، لا فرق في هذا بين عالمهم و جاهلهم، كما أنه لا فرق بين علماء كفار قريش و جهالهم و لا بين كبارهم و صغارهم.
ولا ينفعهم انتسابهم إلى الإسلام و تسميهم به كما لم ينفع كفار قريش انتسابهم إلى إبراهيم و ادعاؤهم أنهم على ملته و تصويره مع إسماعيل في الكعبة وهما يمسكان بالأزلام كذبا و زورا و ترويجا على العوام.
ثالثا ـ ما تقدم ذكره إنما هو في الرافضة الذين يصرحون بالكفر والشرك فيما بينهم، أما الذين يخفون ذلك عن أتباعهم و لا يظهرون لهم إلا بعض البدع فهؤلاء لا يمكننا تكفير عوامهم لأنهم لم يقعوا في الكفر أصلا، ولكن هل لمثل هذه الصورة وجود؟! ربما!
رابعا ـ لما كان الرافضة يمارسون التقية التي هي في الحقيقة نفاق، فقد شابهوا المنافقين من هذا الوجه، ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أنهم يعاملون معاملة المنافقين، وهذا يتضمن تكفيرهم في نفس الأمر، فإن المنافقين كفار في الدرك الأسفل من النار، ونلاحظ أن هؤلاء العلماء لم يفرقوا بين علمائهم و عامتهم في هذا الحكم، مما يدل على تساويهم في الحكم عندهم و الله أعلم.
خامسا ـ الرافضة يظهرون بعض بدعهم أو كثيرا منها، فهم من هذا الوجه ليسوا كالمنافقين الخلص الذين يمعنون في الاستتار، بل هم من هذا الوجه يشابهون سائر أهل البدع، وعليه فيجب علينا أن نعاملهم معاملة أهل البدع لا معاملة المنافقين فقط، لأنهم يظهرون بدعهم كمفارقة الجماعة و مخالفة الهدي النبوي في الصلاة و الصيام و غير ذلك كدفع الخمس لمشايخهم، و التحاريم و غيرها.
هذا ما تيسر لي الآن و الله الموفق للصواب.
أسامة بن عقيل الكوهجي - كلية المعلمين بالدمام