قال الشيخ رحمه الله (وإذا عرف هذا فتكفير (المعين (من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه من الكفار لا يجوز الاقدام عليه الا بعد ان تقوم على أحدكم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل وان كانت هذه المقالة لا ريب انها كفر
وهكذا الكلام في تكفير جميع (المعينين (مع ان بعض هذه البدعة أشد من بعض وبعض المبتدعة يكون فيه من الايمان ما ليس في بعض فليس لأحد أن يكفر احدا من المسلمين وان اخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحبة
ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة).
هذه هو أصل الشيخ رحمه الله.
الأمر الآخر من هم الحلولية و النفاة الذين توقف الشيخ رحمه الله في تكفيرهم.
قال الشيخ رحمه الله (قول الحلولية الذين يقولون هو فى العالم كالماء فى الصوفة وكالحياة فى الجسم ونحو ذلك ويقولون هو بذاته فى كل مكان وهذا قول قدماء الجهمية الذين كفرهم أئمة الإسلام وحكى عن الجهم أنه كان يقول هو مثل هذا الهواء أو قال هو هذا الهواء .. ) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 2، صفحة 195.
و قال رحمه الله (وهذا هو الذى وقعت فيه الاتحادية والحلولية من النصارى وغيرهم من غالية هذه الأمة وغيرها وهو اتحاد متجدد بين ذاتين كانتا متميزتين فصارتا متحدتين أو حلول احداهما فى الأخرى فهذا بين البطلان
وأبطل منه قول من يقول ما زال واحدا وما ثم تعدد أصلا وانما التعدد فى الحجاب فلما انكشف الأمر رأيت أنى أنا وكل شىء هو الله سواء قال بالوحدة مطلقا أو بوحدة الوجود المطلق دون المعين أو بوحدة الوجود دون الأعيان الثابتة فى العدم ... ) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 2، صفحة 435.
و قال (حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت فذكر لهم علامتين ظاهرتين يعرفهما جميع الناس لعلمه بأن من الناس من يضل فيجوز أن يرى ربه في الدنيا في صورة البشر كهؤلاء الضلال الذين يعتقدون ذلك وهؤلاء قد يسمون الحلولية والاتحادية وهم صنفان
قوم يخصونه بالحلول أو الاتحاد في بعض الأشياء كما يقوله النصارى في المسيح عليه السلام والغالية في علي رضي الله عنه ونحوه وقوم في أنواع من المشائخ وقوم في بعض الملوك وقوم في بعض الصور الجميلة إلى غير ذلك من الأقوال التي هي شر من مقالة النصارى
وصنف يعمون فيقولون بحلوله أواتحاده في جميع الموجودات حتى الكلاب والخنازير والنجاسات وغيرها كما يقول ذلك قوم من الجهمية ومن تبعهم من الاتحادية كأصحاب ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني والبلياني وغيرهم
ومذهب جميع المرسلين ومن تبعهم من المؤمنين وأهل الكتب أن الله سبحانه خالق العالمين ورب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم والخلق جميعهم عباده وهم فقراء إليه
وهو سبحانه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ومع هذا فهو معهم أينما كانوا .... ) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 3، صفحة 393.
و قال (فقد بان بما ذكرناه أن من قال إن أرواح بني آدم قديمة غير مخلوقة فهو من أعظم أهل البدع الحلولية الذين يجر قولهم إلى التعطيل بجعل العبد هو الرب وغير ذلك من البدع الكاذبة المضلة) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 4، صفحة 226.
و قال (و (المعية (لا تدل على الممازجة والمخالطة وكذلك لفظ (القرب (فان عند الحلولية أنه فى حبل الوريد كما هو عندهم فى سائر الاعيان وكل هذا كفر وجهل بالقرآن) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 5، صفحة 124.
و قال رحمه الله (فالحلولية المشهورون بهذا الإسم من يقول بحلول الله فى البشر كما قالت النصارى والغالية من الرافضة وغلاة اتباع المشايخ أو يقولون بحلوله فى كل شىء كما قالت الجهمية أنه بذاته فى كل مكان وهو سبحانه ليس في مخلوقاته شىء من ذاته ولا فى ذاته شىء من مخلوقاته وكذلك من قال باتحاده بالمسيح أو غيره أو قال باتحاده بالمخلوقات كلها أو قال وجوده وجود المخلوقات أو نحو ذلك) كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 12، صفحة 293.
¥