[قال الإمام أحمد: لا كيف ولا معنى!!!]
ـ[المهاجر الأنصاري]ــــــــ[19 - 10 - 03, 04:11 ص]ـ
نقل الخلال في كتاب السنة عن حنبل أنه قال:
(سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى "إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا". و "إن الله يرى" و "إن الله يضع قدمه" وما أشبه هذه الأحاديث؟ فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حق إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله تبارك وتعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء)
* هل صح مثل هذا القول عن الإمام أحمد رحمه الله؟
* وإن صح فما توجيه قوله لا معنى؟
وبارك الله فيكم.
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 03, 05:56 م]ـ
(***** السادس ********)
الجواب عما نسبه السقاف إلى الإمام أحمد - رحمه الله – من التأويل
وقد نسب السقاف التأويل – أيضاً – إلى الإمام أحمد في أربعة مواضع:
قال: (روى الحافظ البيهقي في كتابه ((مناقب الإمام أحمد)) – وهو كتاب مخطوط – ومنه نقل الحافظ ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (1/ 327)، فقال: ((روى البيهقي عن الحاكم، عن أبي عمرو بن السماك، عن حنبل، أن أحمد ابن حنبل تأول قوله تعالى: {وجاء ربك} أنه جاء ثوابه، ثم قال البيهقي، وهذا إسناد لا غبار عليه)) انتهى كلام ابن كثير. وقال ابن كثير أيضاً في ((البداية)) (10/ 327): ((وكلامه – أحمد – في نفي التشبيه، وترك الخوض في الكلام، والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي ? وعن أصحابه)) اهـ.
قلت:ومثل هذا لا يصح عن الإمام أحمد، وإن ورد عنه بإسناد رجاله ثقات، من وجهين:
? أولهما: أن روايه عنه هو حنبل بن إسحاق، وهو وإن كان ثقة، ومن تلاميذ الإمام أحمد – وابن عمه – إلا أنه يغرب ويتفرد عنه ببعض المسائل. قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((السير)) (3/ 52): ((له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)). ونقل العليمى في ((المنهج الأحمد)) (1/ 245) عن أبي بكر الخلال قوله: ((قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بشيء يسير، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم)). قلت: فإن صح هذا الخبر عن حنبل، فيكون قد أغرب به على أبي عبد الله – رحمه الله – فإن المحفوظ عنه إمرار النص على وجهه، والتصديق، وعدم التأويل (4).
ثم وقفت بعد ذلك على كلام لابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري المسمى بـ ((فتح الباري)) في دفع هذه النسبة، فقال – رحمه الله – (9/ 279) في معرض الكلام على حديث النزول: ((ومنهم من يقول: هو إقبال الله على عباده، وإفاضة الرحمة والإحسان عليهم. ولكن يردُّ ذلك: تخصيصه بالسماء الدنيا، وهذا نوع من التأويل لأحاديث الصفات، وقد مال إليه في حديث النزول – خاصة – طائفة من أهل الحديث، منهم: ابن قتيبة، والخطابي، وابن عبد البر، وقد تقدَّم عن مالك، وفي صحته عنه نظر، وقد ذهب إليه طائفة ممن يميل إلى الكلام من أصحابنا، وخرجوا عن أحمد من رواية حنبل عنه في قوله تعالى: {وجاء ربك} أن المراد: وجاء أمر ربك. وقال ابن حامد: رأيت بعض أصحابنا حكى عن أبي عبدالله الإتيان، أنه قال: تأتي قدرته، قال: وهذا على حدَّ التوهم من قائله، وخطأ في إضافته إليه)).
حتى قال: ((والفرقة الثالثة: أطلقت النزول كما ورد، ولم تتعد ماورد، ونفت الكيفية عنه، وعلموا أن نزول الله تعالى ليس كنزول المخلوق. وهذا قول أئمة السلف: حماد بن زيد، وأحمد، فإن حماد بن زيد سئل عن النزول فقال:هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء. وقال حنبل: قلت لأبي عبدالله: ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أو بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أتقن الحديث على ما روي بلا كيف ولا حدٍّ، إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب، فقال الله عز وجل: {فلا تضربوا لله الأمثال} {النحل:74} ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هارب)).
¥