تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنقل لكم كلام الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية؛ حتى يتضح المقصود.

قال الشيخ _وفقه الله_:

«الصفات الفعلية، ونعني بالصفات الفعلية التي يتصف الله جل وعلا بها بمشيئته وقدرته، يعني أنه ربما اتصف بها في حال وربما لم يتصف بها مثل صفة الغضب مثلا، فالله جل وعلا ليس من صفاته الذاتية الغضب فإنه يغضب ويرضى، يغضب حينا ويرضى حينا وهذا كما جاء في آية سورة طه قال جل وعلا " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى "، وهنا الغضب يحل وهذا أيضا جاء مبينا في حديث الشفاعة أنه عليه الصلاة والسلام قال " إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله " وهذا باب واسع، مثل الاستواء فإن الاستواء صفة فعلية باعتبار أن الله جل وعلا لم يكن مستويا على العرض ثم استوى على العرش، وهذا باب واسع، وهذا يسمى عند كثير من العلماء يسمى بالصفات الاختيارية وهي التي نفاها ابن كلاب ومن شابهه وأخذ نهجه من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم كما سيأتي تفصيله إن شاء الله في مواضعه».

وقال أيضا:

«صفة الاستواء من الصفات التي وقع فيها الاشتباه معناها هو العلو والارتفاع على العرش، علو خاص وارتفاع خاص، العلو صفة ذاتية لله جل وعلا لا تنفك عن الله جل وعلا، العرش الله جل وعلا لم يكن مستويا على العرش يعني لم يكن عاليا ومرتفعا على العرش علوا خاصا، هو له العلو المطلق الذي هو صفة ذاتية، لكن العلو الخاص والارتفاع الخاص على العرش هذا لم يكن مستويا عليه جل وعلا ثم استوى وهذا لأجل أن الأدلة التي فيها الاستواء في أكثرها ذكر (ثم) ومن المعلوم أن (ثم) هذه للتراخي تفيد أنه لم يكن كذلك ثم كان كذلك، لهذا صفة الاستواء على العرش معناها أن الله جل وعلا قد علا وارتفع على عرشه علوا وارتفاعا خاصا وإلا فإن صفة العلو له جل وعلا على وجه الاطلاق».

والله اعلم.

- وكتب: ابن أبي حاتم _عفا الله عنه_.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 - 10 - 03, 09:07 ص]ـ

وكيف نجمع بين هذه الأقوال وبين ما في السنة أن الله لا تغيره الحوادث؟

ـ[الشافعي]ــــــــ[20 - 10 - 03, 09:21 ص]ـ

أخي راجي رحمة ربه وفقه الله

ليس فيما تقدم أن الله تغيره الحوادث سبحانه إلا إذا فهمت أن فعله لما

يريد ويشاء يعني أن الحوادث تتغيره فهذا فهم خاطئ وقد ورد الكتاب

والسنة بأنه عز وجل يفعل ما يشاء ولا يوجد فيهما معارض لذلك أبداً.

ـ[محمد عبادي]ــــــــ[20 - 10 - 03, 05:49 م]ـ

الاستواء هو علو خاص غير صفة العلو المطلق .. هل يوجد في كلام السلف ما يشير إلى هذا التفريق.؟؟؟؟

ـ[أبو مقبل]ــــــــ[21 - 10 - 03, 02:24 ص]ـ

أشكر للشيخ ابن أبي حاتم كلامه الموفق المسدد في توضيح ما أشكل على الأخ .. فجزاه الله خيرا ...

اما عن سؤال الأخ محمد عبادي فأقول له:

إن هذا السؤال قد ورد على فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فأجاب بقوله:

: قولنا في استواء الله تعالى على عرشه: "إنه علو خاص على العرش يليق بجلال الله تعالى وعظمته" نريد به أنه علو يختص به العرش وليس هو العلو العام الشامل لجميع المخلوقات، ولهذا لا يصح أن نقول: استوى على المخلوقات، أو على السماء، أو على الأرض مع أنه عال على ذلك، وإنما نقول: هو عال على جميع المخلوقات عال على السماء، عال على الأرض ونحو ذلك، وأما العرش فنقول: إن الله تعالى عال على عرشه ومستو على عرشه، فالاستواء أخص من مطلق العلو. ولهذا كان استواء الله تعالى على عرشه من صفاته

الفعلية المتعلقة بمشيئته بخلاف علوه فإنه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها.

وقد صرح بمثل ما قلنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى في شرح حديث النزول ص 522 مج 5 مجموع الفتاوي جمع ابن قاسم: " فإن قيل: فإذا كان إنما استوى على العرش بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟ قيل: الاستواء علو خاص فكل مستو على شيء عال عليه، وليس كل عال على شيء مستوياً عليه، ولهذا لا يقال: لكل ما كان عالياً على غيره: إنه مستو عليه واستوى عليه، ولكن كل ما قيل فيه: استوى على غيره فإنه عال عليه". ا. هـ. المقصود منه وتمامه فيه.

وأما قولنا: "يليق بجلاله وعظمته" فالمراد به أن استواءه على عرشه كسائر صفاته يليق بجلاله وعظمته، ولا يماثل استواء المخلوقين، فهو عائد إلى الكيفية التي عليها هذا الاستواء، لأن الصفات تابعة للموصوف، فكما أن لله تعالى ذاتاً لا تماثل الذوات، فإن صفاته لا تماثل الصفات (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (1) ليس كمثله شيء في ذاته ولا صفاته.

ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله في الاستواء حين سئل كيف استوى؟ قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ". وهذا ميزان لجميع الصفات فإنها ثابتة لله تعالى كما أثبتها لنفسه على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

وبهذا تبين فائدة القول بأن الاستواء على العرش علو خاص على العرش مختص به، لأن العلو العام ثابت لله عز وجل قبل خلق السماوات والأرض، وحين خلقهما، وبعد خلقهما، لأنه من صفاته الذاتية اللازمة كالسمع، والبصر، والقدرة، والقوة ونحو ذلك بخلاف الاستواء.

=====================

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير