تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبنو آدم وإن كانت لهم عيون يبصرون بها فأنهم إنما يرون ما قرب من أبصارهم مما لا حجاب ولا ستر بين المرئي وبين أبصارهم لا ما يبعد منهم وإن كان يقع اسم القرب عليه في بعض الأحوال لان العرب التي خوطبنا بلغتها قد نقول قرية كذا منا قريبة وبلدة كذا قريبة منا ومن بلدنا. ومنزل فلان قريب منا وإن كان بين القريتين وبين المنزلين فراسخ (). والبصير من بني آدم لا يدرك ببصره شخص آخر (). من بني آدم وبينهما فرسخان فأكثر، وكذلك لا يرى أحد من الآدميين ما تحت الثرى والأرض إذا كان فوقها (). المرئي من الأرض والتراب قدر أنملة أو أقل منها بقدر ما يغطي ويواري الشيء.

وكذلك لا يدرك بصره إذا كان بينهما حجاب من حائط أو ثوب صفيق ما يغطي الشيء، عن عين الناظر فكيف يكون – يا ذوي الحجا- مشبها من يصف عين الله بما ذكرنا وأعين بني آدم بما وصفنا ونزيد شرحًا وبيانًا نقول عين الله عز وجل قديمة لم تزل باقية ولا يزال محكوم لها بالبقاء منفي عنها الهلاك والفناء وعيون بنى آدم محدثة كانت عدمًا غير مكونة فَكَوّنها الله وخلقها بكلامه الذي هو صفة من صفات ذاته وقد قضى الله وقدر أن عيون بنى آدم تصير إلى بلاء عن قليل - والله نسأل خير ذلك المصير - وقد يُعمي الله عيون كثير من الآدميين فيذهب بأبصارها قبل نزول المنايا بهم ولعل كثيراً من أبصار الآدميين قد سلط خالقنا عليها ديدان الأرض حتى تأكلها وتفنيها بعد نزول المنية بهم (). ثم ينشئها الله بعد فنائها على ما قد ذكرنا قبل في ذكر الوجه فما الذي يشبه - يا ذوى الحجا - عين الله التي هو موصوفة بما ذكرنا عيون بنى آدم التي وصفناها بعد.

ولست أحسب لو قيل لبصير لا آفة ببصره ولا علة بعينه ولا نقص بل هو أعين أكحل أسود الحدق شديد بياض العين أهدب الأشفار، عيناك كعين فلان الذي هو صغير العين أزرق أحمر بياض العينين قد تأثرت أشفاره وسقطت أو كان أخفش العين أزرق أحمر بياض شحمها يرى الموصوف الأول الشخص من بعيد ولا يرى الثاني مثلا ذلك الشخص من قدر عشر ما يرى الأول لعلة في بصرة أو نقص في عينه، إلا غضب من هذا وأنف منه فلعله يخرج إلى القائل له ذلك إلى المكروه من الشتم والأذى ولست أحسب عاقلاً يسمع هذا المشبه عيني أحدهما بعيني الآخر إلا وهو يكذب هذا المشبه عين أحدهما بعين الآخر ويرميه بالعته والخبل والجنون ويقول له لو كنت عاقلاً يجري عليك القلم لم تشبه عيني أحدهما بعيني الآخر وإن كان يسميان بصيرين إذ ليس بأعميين () ويقال لكل منهما عينان يبصر بهما (). فكيف لو قيل له: عينك كعين الخنزير والقرد والدب أو الكلب أو غيرها من السباع أو هوام الأرض والبهائم، فتدبروا يا ذوي الألباب أبين عيني خالقنا الأزلي الدائم الباقي الذي لم يزل وبين عيني الإنسان من الفرقان أكثر أو مما بين أعين بني آدم وبين عيون ما ذكرنا تعلموا أن المخلوقين من السباع والبهائم والهوام وكلها لها عيون يبصرون بها وعيون جمعهم محدثة مخلوقه خلقها الله بعد أن كانت عدما وكلها تصير إلى فناء وبلى غير جائز إسقاط اسم العيون والأبصار عن شيء منها فكيف يحل لمسلم لو كانت الجهمية من المسلمين أن يرموا من عليه ذلك الاسم (). لم يجز قراءة كتاب الله ووجب (). محو كل آية بين الدفتين فيها (). ذكر نفس الله أو عينه أو يده ().

ولوجب الكفر بكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر صفات الرب كما يجب الكفر بتشبيه الخالق إلا أن القوم جهلة لا يفهمون العلم ولا يحسنون لغة العرب فيضلون ويضلون والله نسأل العصمة والتوفيق والرشاد. اهـ

ـ[المتبصر]ــــــــ[06 - 11 - 03, 11:59 م]ـ

الأخ الفاضل إسلام بارك الله فيك

لكن السؤال المطروح أعلاه، هل هناك من السلف من صرح بأن لله عينين قبل عثمان الدارمي؟

أما غيره فيوجد ابن خزيمة و الأشعري في الإبانة و اللالكائي و غيرهم ..

ـ[المتبصر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 01:51 ص]ـ

للرفع

أين الفقيه و أمثاله من الإخوان؟

ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 08:37 م]ـ

"نحن نقول: لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى، وما في السموات العلى، وما بينهما من صغير وكبير، لا يخفى على خالقنا خافية في السموات السبع والأرضين السبع، ولا مما بينهم ولا فوقهم، ولا أسفل منهن لا يغيب عن بصره من ذلك شيء، يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى عرشه الذي هو مستو عليه".

هكذا قال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد.

ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 10:11 م]ـ

ونقل القول بأن لله عينان ابن عساكر في كذب المفترى عن أبي الحسن الأشعري، وذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش قال في معرض رده على المعتزلة -أعني الأشعري-: "وأنكروا أن تكون لله عينان"، وقد نص على العينين في غير موضع.

ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 10:17 م]ـ

وحكاه في الباز الأشهب -عفا الله عن واضعه- عن ابن حامد أيضاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير