تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول أن هذا من المسلّمات عقلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم اسم ليلة القدر التي أنسيها، فقد أوحى الله إليه بليلة القدر، وبالتأكيد أنه سيعرفها باسمها تلك السنة، لكن أين الدليل على أن اسم تلك الليلة هي ليلة الثلاثاء يا أخي ممدوح؟ ثم لو فرضنا أن تلك الليلة هي ليلة الثلاثاء وجاءت رواية صحيحة أو ضعيفة أن تلك الليلة هي ليلة الثلاثاء: أين الدليل صحيحاً كان أو ضعيفاً أن ليلة القدر ستستمر على أن اسمها ليلة الثلاثاء؟؟؟ فهذا مما يجعل المرء عند سماعه مثل هذه النظرية وهذا الكلام يصاب بالوحشة والنفرة من مثل هذه الأمور، فطريق السلف أعلم وأحكم.

إلى هنا عرفت بطلان الاستدلال بهذه الأدلة على هذه النظرية والله أعلم.

الفصل الثاني

نقض الاستدلال بالأدلة الموقوفة على عمل وقول الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

الدليل الأول الذي استدل به: (قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه)

قال أخي العزيز ممدوح (روى مسلم رحمه الله في صحيحه ان صاحب رسول الله أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: والله الذي لااله الاّ هو انها لفي رمضان، ووالله اني لأعلم اي ليلة هي، هي الليلة التي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين .. فيا سبحان الله أيحلف أبيّ بن كعب صاحب رسول الله زورا وبهتانا؟ لا والله لقد صدق وبرّ ... أبعد هذا تكون من علم الغيب؟ سبحان الله ... ).

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

أقول والله لقد صدق وبر وصدق الصحابة كلهم أجمعون، ووالله إني لا أفهم ولا يفهم القارئ الكريم ولا أحد من العرب الأقحاح أنَّ يمين أبيّ بن كعب تجوّز لنا تحديد ليلة القدر بليلة الثلاثاء من كل رمضان، ووالله أن أبيّ لصادق في تحديدها لأنه لم يحددها من عقله ولا من حسابٍ تعارض مع النقل بل أخذها من فلَقَ فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأبيّ ضرب بالعقل عرض الحائط وأخذ بالنقل وهو تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم لليلة القدر، وتوجيه هذا الدليل نقَلَتْهُ يداك أخي ممدوح عن ابن حجر من فتح الباري، فأين جمع التوجيه بين الأدلة التي حددت ليلة القدر بسبع وعشرين أو ثلاث وعشرين؟!.

فشتان بين استدلال أبي رضي الله عنه وبين استدلالك أخي الحبيب ممدوح، فهذا الصحابي الجليل أبي بن كعب استدل بالنقل، وأنت استدللت بالعقل، وإن قلت أنت: (بل استدللتُ بالنقل) أقول لك النقل يخالف دليلك وقد سبق بيان ذلك جليّاً.

الدليل الثاني الذي استدل به:

قال أخي العزيز ممدوح: (ابوسعيد الخدري رضي الله عنه يقول انها ليلة احدى وعشرين وهذا في الصحيحين، ثم تقولون انها من علم الغيب؟ أأنتم أعلم ام صاحب رسول الله؟؟).

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

أخي العزيز ممدوح كيف تستدل بهذا الأثر مجرداً، وأنت نقلت بخط يدك في بحثك ما يخالف هذا صراحةً؟! وقبل أن أبين لك ما نقلت بخط يدك، أنت هنا تفهم من هذا النص أنه يؤيد تسمية ليلة القدر بليلة الثلاثاء، فما نقلته بخط يدك هو أثر ابن عباس الذي حدد ليلة القدر بليلة أربع وعشرين.

فتبين هنا أن استدلالك بهذا الأثر جاء عليك لا لك من ناحيتين:

1 - أنه متعارض مع أثر ابن عباس في تحديد ليلة القدر بغير ليلة الوتر وهي ليلة أربع وعشرين.

2 - أنت فهمت أن ابا سعيد الخدري يوافق فهمك، وشيخ الإسلام يخالفك في الفهم أخي ممدوح، وقد نقلت لك كلامه سابقاً في الفصل الثاني من الباب الأول، وأعيده لك الآن: (فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع. وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي. كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {تحروها في العشر الأواخر}) انتهى، وأنت للأسف لم تنقل هذا النص في بحثك بينما نقلت من كلام شيخ الإسلام ما يوافق رأيك فقط، وسيأتي توضيح ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير