تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من هنا عرفت أخي الكريم ممدوح أن هذا الدليل عليك لا لك، فالفهم لهذا الأثر قُدتُّهُ قوداً لرأيك ولم وتطلق عنان فهمك لما يوافق اللغة والشرع وفهم من سبقك من أئمة الإسلام.

الدليل الثالث الذي استدل به:

قال أخي الكريم ممدوح: (عبدالله بن انيس رضي الله عنه كان يقول انها ليلة ثلاث وعشرين، وهذا في الصحيحين. أبعد هذا تكون من علم الغيب؟).

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

أقول في هذا الأثر كما قلت في أثر ابي سعيد الخدري رضي الله عنهما بالأمرين، وأزيد ثالثاً أيضاً: أن هذا ليس علماً بالغيب فهو فَهِمَ كما فهم أبي بن كعب رضي الله عنه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، فهم فهموا حسب النقل لا العقل، وأنت قلت بالعقل والحساب المخالف للشرع والنقل. وقلتُ سابقاً شتان بين تحري ليلة القدر بالعلامة الشرعية وبالعمل والطاعة، وبين تسمية ليلة القدر بليلة الثلاثاء.

الدليل الرابع الذي استدل به:

قال أخي ممدوح: (روى الامام احمد رحمه الله في مسنده عن ابي عقرب الاسدي قال، اتيت عبدالله بن مسعود فوجدته على انجاز له، يعني سطحا، فسمعته يقول: صدق الله ورسوله،فصعدت اليه فقلت: ياابا عبدالرحمن مالك قلت، صدق الله ورسوله؟ قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبأنا ان ليلة القدر في النصف من السبع الاواخر وان الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع قال، فصعدت فنظرت اليها فقلت: صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله أبعد هذا يقول من يقول انها من علم الغيب؟).

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

نقض هذا الدليل هو بما نقض الاستدلال بالأدلة السابقة من الأمور الثلاثة السابقة، وأزيد أمراً رابعاً وهو:

أن قول ابن مسعود: (نبأنا ان ليلة القدر في النصف من السبع الاواخر وان الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع) هنا نص صريح بأنها تكون إحدى ليلتين متتاليتين، حيث إن نصف السبع الأخير يكون وتراً في حال كمال الشهر ويكون شفعاً في حال نقص الشهر.

من هنا تبين بطلان استدلالك بأثر ابن مسعود وأنه دليل عليك لا لك.

الدليل الخامس الذي استدل به:

قال اخي القدير ممدوح: (عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) كان يسأل الصحابه عن ليلة القدر) ثم ذكر تحته الحديث الآتي: (في صحيح ابن خزيمه, باب الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الاواخر من رمضان روى ابن خزيمه في صحيحه: (ح2172) باسناد صحيح قال حدثنا علي ابن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا عاصم ابن كليب الجرمي عن ابيه عن ابن عباس قال: كان عمر يدعوني مع اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لي:لا تكلّم حتى يتكلموا. قال:فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر فقال:أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في العشر الاواخر. أي ليلة ترونها؟

وفي مسند الامام احمد ,عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال , ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم (فالتمسوها في العشر الاواخر وترا) ففي أي الوتر ترونها؟)

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

على فرض صحة هذا الأثر (فقد تُكلم في عاصم بن كليب عن ابيه عن جده) أقول على فرض صحته فإن هذا الحديث يصح الاستدلال به على عدم جواز تسمية ليلة القدر لا في جوازها، حيث سبق بيان رواية عبد الرزاق في مصنفه وهي: (عن معمر عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول " قال ابن عباس: دعا عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر , فأجمعوا على أنها العشر الأواخر , قال ابن عباس: فقلت لعمر إني لأعلم - أو أظن - أي ليلة هي , قال عمر: أي ليلة هي؟ فقلت: سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر , فقال: من أين علمت ذلك؟ قلت خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام والدهر يدور في سبع والإنسان خلق من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف والجمار وأشياء ذكرها , فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير