تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلامه.

فماذا سيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لو سمع بقولك؟! وقد فصّل القول رحمه الله في مجموع الفتاوى بأن الإلهام ليس من مصادر الأحكام الشرعية التي يبني عليها المسلم حكماً كالذي ذكرت في خطأ دخول رمضان وأنّ هذا إلهام الهمكَهُ الله تعالى.

الأمر الثالث: أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لا ينكر ترائي الهلال مهما كانت الحال، ويقول باختلاف المطالع، وأنت لا تقول به، وسيأتي تفصيل ذلك في باب الإلزامات، فشيخ الإسلام برئ ورب الكعبة من القول بعدم جواز ترائي الهلال يوم الخميس الموافق29 من شعبان، لأنّ رمضان لا يمكن أن يدخل في يوم جمعة، وكذلك إذا كان 29 من شعبان يوم السبت، برئ ورب الكعبة، وكتبه وتراثه ناطقة بذالك، فأعطها من وقتك بالسبر والقراءة والتمعّن تدرك ذلك جيداً أخي ممدوح سددك الله.

بهذا يتبين لك أخي القارئ أن شيخ الإسلام برئ من القول بهذه النظرية أو بمقدماتها براءةً ناصعة كالشمس.

المسألة الثانية:

تبرئة الإمام شرف الدين النووي رحمه الله من القول بهذه النظرية أو مقدماتها.

تبرئة الإمام النووي رحمه الله من القول بهذه النظرية أو القول بمقدماتها، وذلك واضحٌ من نفس المصدر الذي استدل به الأخ ممدوح عفا الله عنه، وذلك يتضح في أمور:

الأمر الأول: قال الأخ ممدوح: (وقال الامام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم الجزء الثامن، كتاب الصيام باب 40 ص 314 ما نصّه: واعلم ان ليلة القدر موجوده كما سبق بيانه في اول الباب فانها ترى ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنه في رمضان كما تظاهرت عليه هذه الاحاديث السابقه في الباب، واخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها اكثر من ان تحصر) انتهى قوله رحمه الله،أبعد هذا يأتي من يأتي ويقول انها من علم الغيب؟ سبحان الله ... ) انتهى كلام ونقل الأخ ممدوح.

الذي جعل الأخ ممدوح يتشبث بأن النووي يقول بمقدمات هذه النظرية هو قول النووي (فانها تُرى ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنه) وهذا ما لُبّس على الأخ ممدوح كما سبق ذلك في فهم كلام شيخ الإسلام، فالنووي رحمه الله كابن تيمية وهما فهما كفهم الصحابة من أن بعض الصالحين يرى ليلة القدر سواء كان يقظةً أو مناماً، لكن هذه الرؤية هي حسب العلامات الشرعية، لا أنّ يسمِّيها كل سنة بليلة الثلاثاء ويبطل الحساب الذي يؤخرها أو يقدمها عن هذه الليلة. فالنووي واضح كلامه أنه يقصد ذلك وهو براء من هذا القول أو مقدماته.

الأمر الثاني: أن النووي رحمه الله لا ينكر ترائي الهلال مهما كانت الحال ويرى اختلاف المطالع وأنت أخي ممدوح لا تقول به، والذي جعلني أقول ذلك ما ذكرته سابقاً من أنك تنكر ترائي الهلال إذا كان يوم الخميس الموافق29 من شعبان، لأنّ رمضان لا يمكن أن يدخل في يوم جمعة، وكذلك إذا كان 29 من شعبان يوم السبت.

واقرأ ماذا يقول النووي رحمه الله: (والصحيح عند أصحابنا أن الرؤية لا تعم الناس بل تختص بمن قرب على مسافة لا تقصر فيها الصلاة .. )، أي أنّ لكل بلد رؤيته، ولا بد من رؤية الهلال ولا يستنثى ذلك أبداً لا حالة خاصة ولا حالة عامة.

الأمر الثالث: الأصرح ممّا سبق أخي ممدوح في أن النووي يخالفك مخالفةً شديدة هو قوله رحمه الله: (المراد برفعها رفع بيان علم عينها، ولو كان المراد رفع وجودها لم يأمر بالتماسها). وعضّ على هذا الكلام أخي ممدوح بالنواجذ، ففيه أمور: الأول: أن التسمية لو صحت تُعد من العين المرفوع عن ليلة القدر، فكيف يرفع العلم بعينها ويبقى اسمها؟

الثاني: أن الالتماس لا يعني معرفةُ عنيها عند تعريف الإمام النووي.

الثالث: قول النووي: (تحينوا) أي اطلبوا حينها وهو زمانها، أي أن زمن وجودها باقي لكن العلم بعينها رفع.

بهذا يتبين لك براءة النووي رحمه الله من القول بمقدمات هذه النظرية فضلاً عن القول بها، والله أعلم.

المسألة الثالثة:

تبرئة الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله من القول بهذه النظرية أو مقدماتها.

تبرئة الإمام ابن حجر رحمه الله أمر واضح يتبين لك أخي الكريم مما سبق الاستشهاد به من كلامه رحمه الله، وهنا أمور ننبه عليها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير