تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:31 م]ـ

عذراً على التطفل.

أخي الفاضل/ الرميح.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الكلام حول هذا الموضوع يطول، ولكن ألخص لك ما فهمته من مشايخنا، وأخص منهم شيخنا صالح الفوزان رفع الله منزلته في أعلى الجنان ..

وهو أن الانتساب لغير السنة مذمة، والتصوف خط انحراف بدأ صغيراً حتى (اتسع الشق على الراقع)، وأصبح الانحراف أصلاً .. وكان متقدمي الصوفية [زهاد] على السنة، ثم تسمى بعضهم (رمياً ونبزاً) من غيرهم بالصوفية، لأنهم زهدوا ولبسوا الصوف، ولا مشاحة في الاصطلاح ..

وكان الزهاد الأوائل على السنة، وفي بعضهم -إن لم يكن الغالب- دخن، وكانت لهم إشارات وأفكار، يطالبون القوم بعرض بضاعتهم على الكتاب والسنة، فإن وافقتها قبلت، وإلا فلا .. ومنهم الجنيد وغيره من الزهاد الأوائل ..

فمتقدمي الصوفية [زهاد] على السنة، ومن بعدهم بدأ الانحراف من أبي سليمان الدراني وبعده رابعة العدوية حتى جاء الضلال والشطح والكفر ..

وأدعك مع شيخنا صالح الفوزان -حفظه الله-:

حقيقة التصوف

لفظ التصوف والصوفية لم يكن معروفا في صدر الاسلام وإنما هو محدث بعد ذلك أو دخيل على الاسلام من أمم أخرى. قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: (* (أما لفظ الصوفية فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ، كالامام أحمد بن حنبل، وأبي سليمان الداراني وغيرهما، وقد روي عن سفيان الثوري أنه تكلم به، وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصري، وتنازعوا في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي، فإنه من أسماء النسب كالقرشي والمدني وأمثال ذلك، فقيل: إنه نسبة إلى أهل الصفة، وهو غلط، لأنه لو كان كذلك، لقيل: صفي، وقيل نسبة إلى الصف المقدم بين يدي الله ـ وهو أيضا غلط فإنه لو كان كذلك لقيل: صوفي، وقيل نسبة إلى صوفة بن بشر بن أد بن بشر بن طابخة، قبيلة من العرب كانوا يجاورون بمكة من الزمن القديم ينسب إليهم النساك، وهذا وإن كان موافقا للنسب من جهة اللفظ فإنه ضعيف أيضا، لأن هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى. ولأن غالب من تكلم باسم الصوفي لا يعرف هذه القبيلة ولا يرضى أن يكون مضافا إلى قبيلة في الجاهلية، لا وجود لها في الاسلام وقيل ـ وهو العروف ـ أنه نسبة إلى الصوف، فإنه أول ما ظهرت الصوفية في البصرة. وأول من ابتنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد، وعبد الواحد من أصحاب الحسن، وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار.) *) وقد روى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده عن محمد بن سيرين أنه بلغه أن قوما يفضلون لباس الصوف، فقال: (* (إن قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح بن مريم، وهدي نبينا أحب إلينا وكان " صلى الله عليه وسلم " يلبس القطن وغيره، أو كلاما نحوا من هذا، ثم يقول بعد ذلك: هؤلاء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة وهي لباس الصوف فقيل في أحدهم صوفي، وليس طريقهم مقيدا بلبس الصوف ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به ـ لمن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال) *). إلى أن قال: (* (فهذا أصل التصوف، ثم إنه بعد ذلك تشعبوتنوع) *).إنتهى وكلامه (1) .. ـ يرحمه الله ـ يعطي أن التصوف نشأ في بلاد الاسلام على يد عباد البصرة .. نتيجة لمبالغتهم في الزهد والعبادة ثم تطور بعد ذلك ـ والذي توصل إليه بعض الكتاب العصريين ـ أن التصوف تسرب إلى بلاد المسلمين من الديانات الأخرى كالديانة الهندية والرهبانية النصرانية وقد يستأنس لهذا بما نقله الشيخ عن ابن سيرين أنه قال: (* (إن قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح بن مريم، وهدي نبينا أحب إلينا.) *) فهذا يعطي أن التصوف له علاقة بالديانة النصرانية؛؛ ويقولون الدكتور // صابر طعيمة \\ في كتابه: " الصوفية معتقدا ومسلكا ": ويبدوا أنه لتأثير الرهبنة المسيحية التي كان فيها الرهبان يلبسون الصوف وهم في أديرتهم كثرة كثيرة من المنقطعين لهذه الممارسة على امتداد الأرض التي حررها الاسلام بالتوحيد أعطى هو الآخر دورا في التأثير الذي بدا على سلوك الأوائل (2) .. وقال الشيخ " إحسان إلهي ظهير" ـ يرحمه الله ـ في كتابه: " التصوف، المنشأ والمصادر" (* (عندما نتعمق في تعاليم الصوفية الأوائل والأواخر وأقاويلهم المنقولة منهم والمأثورة في كتب الصوفية القديمة والحديثة نفسها نرى بونا شاسعا بينها وبين تعاليم القران والسنة، وكذلك لا نرى جذورها وبذورها في سيرة سيد الخلق محمد " صلى الله عليه وسلم " وأصحابه الكرام البررة خيار خلق الله وصفوة الكون، بل بعكس ذلك نراها مأخوذة مقفبسة من الرهبنة المسيحية والبرهمة الهندوكية وتنسك اليهودية وزهد البوذية. (3) .. ويقول الشيخ: عبد الرحمن الوكيل ـ يرحمه الله ـ في مقدمة كتاب: " مصرع التصوف ": (* (إن التصوف أدنأ وأوألأم كيدا ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسله، إنه قناع المجوس يتراءى بأنه لرباني، بل قناع كل عدو صوفي للدين الحق فتش فيه تجد برهمية وبوذية وزرادشتية ومانوية وديصانية، تجد أفلاطونية وغنوصية، تجد فيه يهودية ونصرانية ووثنية جاهلية (4) .. ) *) ومن خلال عرض اراء هؤلاء الكتاب المعاصرين في أصل الصوفية، وغيرهم مما لم نذكره كثيرون يرون هذا الرأي. يتبين أن الصوفية دخيلة على الاسلام، يظهر ذلك في ممارسات المنتسبين إليها ـ تلك الممارسات الغريبة على الاسلام والبعيدة عن هديه ن وإنما نعني بهذا المتأخرين من الصوفية حيث كثرت وعظمت شطحاتهم. أما المتقدمون منهم فكانوا على جانب من الاعتدال، كالفضيل بن عياض، والجنيد وإبراهيم بن أدهم وغيرهم.

http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=905

http://saaid.net/feraq/sufyah/m.htm

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير