تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لو بينت لنا صحة هذا الكلام الذي نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا أخ ثابت و أين نجده في كتب الحديث وهل هو صحيح أم ضعيف

فاحذر أن تكون من الذين يكذبون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

أما الذي يخرج المشركين عباد القبور من الدين فليس بسبب عدم تفريقهم بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، إنما هو بسبب شركهم بالله ودعائهم أصحاب القبور من دون الله وتوكلهم عليهم وغير ذلك مما لا يستطيع عباد القبور أن ينكروه، والسبب الذي أوصلهم لهذا الشرك هو عدم تفريقهم بين الألوهية والربوبية، لأنهم يظنون أن الإلهية هي (القدرة على الاختراع) ويقولون نحن لا نقر لهؤلاء الأموات بالقدرة على الاختراع ولا الخلق ولا التدبير فنتج عن هذه المقدمة الفاسدة نتيجة فاسدة في عقولهم الخاوية وهي أن دعاءهم لأصحاب القبور ليس شركا _ بزعمهم _ وما علم هؤلاء الحمقى أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون لله بما أقر به هؤلاء حذو القذة بالقذة حيث إنهم لم يزعموا أن أصنامهم تخلق وترزق والقبورية يقولون هذا في من يدعونه من دون الله، ثم ينكرون على الموحدين الذين أنزلوا عليهم حكم المشركين الأولين

وهناك شبهة يقولها هؤلاء الحمقى وهي أن كفار قريش كانوا يدعون الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ونحن لا ندعوا الأصنام فكيف تسوونا بهم

والجواب عنها يسير وهو

1 - أن المدعو من دون الله لا يهمنا من هو سواء كان صنما أو حجرا أو شجرا أو بشرا _ مسلما أو كافرا _ الذي يهم أن الصورة انطبقت عليكم تماما حيث إنكم دعوتم هؤلاء من دون الله وتوسلتم بهم وإليهم كما كان يفعل كفار قريش الذين قاتلهم رسول الله على هذه العقيدة الفاسدة التي تظنونها لا تناقض الإسلام وتوحيد العبادة لله وحده

2 - أعطونا الدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقاتل هؤلاء المشركين إلا من أجل أنهم كانوا يدعون ألأصنام، ولو أنهم كانوا يدعون الأموات لما قاتلهم

والمقام ليس مقام بسط

والله أعلم وأحكم

أبو عبدالرحمن

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير