وأهل السنة يقولون هي يد (((حقيقية))) والمفوضة لايقولون هذا-وقد أُشير فيما سبق إلى أنه لايلزم من ذلك أن تكون جارحة أو عضواً في حق غير الحيوان المخلوق- ويبينون معناها بذكر ((ما يناسب عينها)) مما ثبتت به النصوص، فيقولون هي: صفة ذات، يفعل بها؛ يقبض ويبسط ويطوي ويخلق ويحثو، لها راحة وقبضة وأصابع.
وهذا الذي ذكرته لك من بيان المعنى دل عليه كلام العرب (راجع ما نقلته عن لسان العرب لابن منظور).
ودل عليه تعريفهم لفهم المعاني كما في عبارة ابن أبي العز: "المخاطب لايفهم ((المعاني)) المعبر عنها باللفظ إلا أن يعرف ((عينها))، أو ((ما يناسب عينها)) "
أما قوله يعرف عينها، فهو يقتضي معرفة الكيف بواحدة من طرقها الثلاثة المعروفة، وهذه ممتنعة في حق الباري سبحانه وتعالى.
أما قوله أو ما يناسب عينها فهو المتعين في معرفة معان الصفات، وتأمل هذا الكلام:
"وأما قولهم إن أردتم إثبات صفة تقارب الشاهد فيما يستحق مثله الاشتراك في الوصف فهذا هو التشبيه بعينه فنقول لهم المقاربة تقع على وجهين:
أحدهما: مقاربة في الاستحقاق لسبب موجبه التمام والكمال وتنفي النقص.
والثاني: مقاربة في الاستحقاق لسبب تقتضيه الحاجة ويوجبه الحس ومحال أن يراد به الثاني لأن الله تعالى قد ثبت أنه غني غير محتاج ولا يوصف بأنه يحتاج إلى الإحساس لما في ذلك من النقص.
فيبقى الأول وصار هذا كإثبات الصفات الموجبة للكمال ودفع النقص.
وأما قولهم: إن ذلك يوجب إثبات الجوارح والأعضاء فليس بصحيح من جهة أنه يكتسب بها ما لو لا ثبوتها له لعدم الاكتساب مع كونه محتاجا إليه ولهذا سميت الحيوانات المصيودة كسباع الطير والبهائم جوارح لأنها تكتسب الصيود والباري مستغن عن الاكتساب فلا يتصور استحقاقه لتسميته جارحة مع عدم السبب الموجب للتسمية فأما تسمية الأعضاء فإنها تثبت في حق الحيوان المحدث لما تعينت له من الصفات الزائدة على تسمية الذات لأن العضو عبارة عن الجزء ولهذا نقول عضيته أي جزيته وقسمته ومنه قوله تعالى الذين جعلوا القرآن عضين أي قسموه فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه فإذا كان العضو إنما هو مأخوذ من هذا فالباري تعالى ليس بذي أجزاء يدخلها الجمع وتقبل التفرقة والتجزئة فامتنع أن يستحق ما يسمى عضوا فإذا ارتفع هذا بقي أنه تعالى ذاته لا تشبه الذوات مستحقة للصفات المناسبة لها في جميع ما تستحقه فإذا ورد القرآن وصحيح السنة في حقه بوصف تلقي في التسمية بالقبول ووجب إثباته له مثل ما يستحقه ولا يعدل به عن حقيقة الوصف إذ ذاته تعالى قابلة للصفات وهذا واضح بين لمن تأمله" إنتهى من بيان تلبيس الجهمية.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 12 - 03, 10:58 م]ـ
جزى الله خيراً الأخوة الذين شاركوا.
وأعتذر لأخينا الأسيف على أني لم أكمل.
فهذا لأنني أصبح ليس عندي هاتف أدخل منه على الإنترنت، وهذا للأسباب خارجة عن إرادتي.
وأنا الآن أكتب هذه المشاركة من أحد الأماكن العامة.
ولعل دخولى على الملتقى يكون من هذا المكان للأسف.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[04 - 12 - 03, 11:00 م]ـ
جيد ولكن:
لا أريد معنى اليد فاليد عند المفوضة معروفة ولكن يد الله عندهم لا يعلمونها ولهذا فأريد معنى يد الله أو أن تقول لا معنى لها أو أن تقول لا نعلم معناها أرجو أن تفهمني فأنا لا أريد ما الذي يفعله الله عزوجل بيده ولكن أريد إحدى الأمور التي ذكرتها لك قبل قليل فلا أدري ما الفرق بين المفوضة وبيننا في عقيدتنا بهذه الصفات الذاتية خاصة.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[04 - 12 - 03, 11:19 م]ـ
إلى خالد بن عمر الحديث الذي ذكرته ينظر فيه فعبد الله بن يزيد المقرئ قال فيه أبو حاتم الرازي صدوق وهذه معناها عنده يكتب حديثه وينظر فيه. وقال الخليلي أن المقرئ يتفرد بأحاديث.
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 12 - 03, 02:23 ص]ـ
ما ذكرته لك من معناه وفقاً لما يفهمه العرب بـ (المعنى) ووفقاً لما ذكره أهل العلم حول مفهوم (المعنى). وهذا ما فصلته في الردود السابقة.
فأي معنى تريد أكثر من أن يقال المراد بها صفة ذات حقيقية لها كفة ... إلى آخر ماذكرت!
إلاّ إذا كان (للمعنى) عندكم مراد آخر فأرجو أن تبينه! خاصة وأن كثيرين يقع عندهم خلط إذ يسألون عن الكيف ويظنون أنهم يسألون عن معنى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 12 - 03, 08:06 ص]ـ
الأسيف = عبدالرحمن الخبري
أخرج البخاري في صحيحه
297 باب وما قدروا الله حق قدره
4533 حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال ثم جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع ظاهرا والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}
وأخرجه مسلم [2786]
******************
ومحاولة إعلالك لحديث أبي هريرة عند أبي داود فأقول:
عبدالله بن يزيد المقريء إمام ثقة عند الجميع
قال الخليلي: ثقة، حديثه عن الثقات محتج به، ويتفرد بأحاديث، وابنه محمد ثقة متفق عليه
أقول: وقد روى هنا عن محمد بن حرملة وهو ثقة
فبطل استدلالك بكلام الخليلي
أما قول أبي حاتم عن الرجل إنه صدوق:
فهو يساوي ثقة عند غيره لأنه من المتشددين وهذا يعلمه كل من له اطلاع على أحوال المتكلمين في الرواة
والله أعلم
¥