قال شيخ الإسلام:" إن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف: إنما أتوا من حيث ظنوا: أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات. فهذا الظن الفاسد أوجب " تلك المقالة " التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم. وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
######### وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها إخوانهم من الكافرين، فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الأمر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى - وهي التي يسمونها طريقة السلف - وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف - وهي التي يسمونها طريقة الخلف - فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع " ا. هـ
وانتبه في الفقرة الثانية إلى حقيقة مذهب المفوضة، فالمفوضة والمؤولة متفقون على أنه لا يراد بتلك النصوص ظاهرها، ثم المفوضة يمسكون عن المعاني معرفة ودلالة وبحثا، خلافا للمؤولة.
وقال رحمه الله:" لكن نفوا الصفات لما رأوا أن ما ذكروه من النفي لم يذكره الرسول فلم يخبر به ولا ذكر دليلا عقليا عليه، بل إنما ذكر الإثبات ######## وليس هو في نفس الأمر حقا، فأحوج الناس إلى التأويل أو التفويض "
وقال رحمه الله:" ######## ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه: إما التفويض، وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم. فإذا قيل لهم: لم تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيهما واحد؟ لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم في النفي وكذا تناقضهم في الإثبات "
وقال رحمه الله:" فلو كان النهي عن رفع البصر إلى السماء وليس في السماء إله لكان لا فرق بين رفعه إلى السماء ورده إلى جميع الجهات ولو كان مقصوده أن ينهى الناس أن يعتقدوا أن الله في السماء أو يقصدوا بقلوبهم التوجه إلى العلو لبين لهم ذلك كما بين لهم سائر الأحكام.
فكيف وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا في قول سلف الأمة حرف واحد يذكر فيه أنه ليس الله فوق العرش أو أنه ليس فوق السماء أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا محايث له ولا مباين له أو أنه لا يقصد العبد إذا دعاه العلو دون سائر الجهات؟ بل جميع ما يقوله الجهمية من النفي - ويزعمون أنه الحق - ليس معهم به حرف من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها بل الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة مملوءة بما يدل على نقيض قولهم ز
###### وهم يقولون: إن ظاهر ذلك كفر، فنؤول أو نفوض، فعلى قولهم ليس في الكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة في هذا الباب إلا ما ظاهره الكفر وليس فيها من الإيمان في هذا الباب شيء والسلب الذي يزعمون أنه الحق - الذي يجب على المؤمن أو خواص المؤمنين اعتقاده عندهم - لم ينطق به رسول ولا نبي ولا أحد من ورثة الأنبياء والمرسلين "
وقال رحمه الله:" والقاضي أبو بكر وأمثاله أقرب إلى السلف من أبي المعالي وأتباعه ####### فإن هؤلاء نفوا الصفات: كالاستواء والوجه واليدين. ثم اختلفوا هل تتأول أو تفوض؟ على قولين أو طريقين فأول قولي أبي المعالي هو تأويلها كما ذكر ذلك في " الإرشاد " وآخر قوليه تحريم التأويل ذكر ذلك في " الرسالة النظامية " واستدل بإجماع السلف على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب "
وقال رحمه الله:" ولهذا صار للناس فيما ذكر الله في القرآن من الاستواء والمجيء ونحو ذلك ستة أقوال.
طائفة يقولون: تجري على ظاهرها ويجعلون إتيانه من جنس إتيان المخلوق ونزوله من جنس نزولهم. وهؤلاء المشبهة الممثلة .....
وطائفة يقولون: بل النصوص على ظاهرها اللائق به كما في سائر ما وصف به في نفسه وهو {ليس كمثله شيء} لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ......
######## وطائفتان يقولان: بل لا ينزل ولا يأتي كما تقدم ثم منهم من يتأول ذلك ومنهم من يفوض معناه.
وطائفتان واقفتان منهم من يقول: ما ندري ما أراد الله بهذا ومنهم من لا يزيد على تلاوة القرآن. "
هذه بعض النقولات وهناك أمثالها كثير.
والله الموفق
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 12 - 03, 02:06 ص]ـ
الأخ السفاريني -وفقه الله- ما ذكرتُه ذكرت دليله في أول رد لي فراجعه.
=========================================
الأخ الفاضل مجرد إنسان، يبدو أن الأخ الأسيف لايعرف مذهب المفوضة غير أنه يعلم أنهم يقولون لامعنى، ولكن الإشكال أنه لايعرف ماذا يراد بالمعنى؟
سألته أكثر من ثلاث مرات عن تعريف المعنى، ماهو المعنى فحاد في كل مرة!
طلب آخر من الأخ الأسيف:
انقل لنا عن واحد فقط من الفوضة يقول أن يد الله صفة ذات حقيقية لها كف وأصابع يقبضها ويبسطها ..
وما نريد إلاّ واحد واحد فقط!
¥