نحن نتحدث عن أصل المعنى وإثبات الزيادة عليه يلزمها دليل منفصل، وأصل المعنى لليد التي تقبض وتبسط تدخل فيه الأصابع هكذا جاءت لغة العرب، ولا يدخل هذا في أصل معنى الرجل. وإن كان يجيء في استعمالهم زيادة على أصل المعنى عند التقييد ونحن هنا لا نتحدث عن الاستخدمات المنقولة عن الأصل أو الإطلاقات التي يصار إليها بقرينة.
وأما سؤالك عن الدليل فأنا لا أريدك إلاّ أن تثبت معنى الدليل الذي تقول بموجبه أن لله يداً , وأن لله أصابعاً، فإن كنت تنازعني في المعنى فأجبني إلى ما طلبته منك في ردي السابق بعد قراءته بتأمل.
2 - الكلام عن السلف نقلته لك عن ابن القيم فضلاً عن المعاصرين فرفضته، ولو نقلته لك عن شيخ الإسلام سترفضه، ثم مقتضى اللغة الذي قررته فيما سبق يفهم منه أن كل من يثبت لله صفة اليد والأصبع على أنها صفات حقيقية فهو يقول بأنها لها لأن لغة العرب تقتضي ذلك.
ولو قلت لي أنا خططت هذا الكتاب بيدي، فقلت لك لا بل بأصابعك، فقلت لي أن أصابعي من يدي، فقلت لك أثبت ذلك بأدلة اللغة أو الشرع لعددت ذلك حمقاً، إذ أنه قد علم من اللغة أن اليد التي تخط لها أصابع.
وكذلك التي تقبض وتبسط.
3 - مرة أخرى أنا لم أزعم أن البخاري أو ابن خزيمة نصا على أن الأصابع لليد، ولكني قلت أن لغة العرب تقتضي قولهم بذلك هذا أولاً، ثم ثانياً لايشترط أن يكون الكلام نصاً حتى تفهم منه قول الإمام في مسألة، وإلاّ لما صح نسبة جل المذاهب إلى الأئمة، فقد يكون الكلام نصاً وقد يكون ظاهراً وقد يكون ظناً ترجح أحد طرفيه، ثالثاً من الأمور المعتبرة الظاهر وهذا ظاهر كلامهما فناقشني في نفي كونه الظاهر من كلامهما.
ثم أنت لم تعلق على شيء من كلام ابن خزيمة، فأرجو إن كنت ترى أن مايلي غير ظاهر أن تبين لي ما الذي يظهر منه عندك؟
أ- البخاري قال: باب قول الله تعالى: لما خلقت بيدي
ثم أورد أحاديث في إثبات الأصابع، وابن حجر أثبت الأصابع بالحديث الذي أورده في هذا الباب ونحوه، ثم إنه ليبين أن مراده الحديث كرره بإسناد آخر، فكيف تقول أن ظاهر كلامه لايفيد أن الأصابع لليد؟!
ثم أخبرك أخي الكريم بأن هذا ليس استدلالي ولا استدلال الأخ فيصل، قال في العيني في عمدة القاري: "مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله والخلائق على إصبع على ما لا يخفى على المتأمل" ثم ذكر الكلام في تأويله و إثباته.
ب- لم أسمع لك تعقيب على كلام ابن خزيمة واستدلاله بحديث القبضتين في باب إثبات الإمساك على الأصابع.
ج- حتى البيهقي في الصفات ذكر تحت باب ما جاء في الأصابع ذكر حديث أن الله غرس ثلاثة أشياء بيده وذكرها، فما مناسبة ذكره هنا، إن لم يكن يرى أن الأصابع لليد؟
كما أن هذا صنيع غيرهم، فهل أخطأ هؤلاء جميعاً أم كيف تصرف ظاهر صنيعهم؟
أخي الفاضل هذا الموضوع وضعته من أجل النقاش ولو كانت المسألة لك رأي ولي رأي وانتهينا فما الداعي إلى تعليقه؟ فغرضي وغرضك الاستفادة والفائدة، فإن كان رأيي صواب فقل به وإلاّ بين لي عوجه بارك الله فيكم.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[06 - 01 - 04, 02:20 ص]ـ
إلى الأخ الفاضل حارث لا تلزمني بلا دليل:
1 - سوف أقف الجدال في اللغة فاللغة غير حاكمة على الله عزوجل في شيء لم يصرح به الدليل وأقصد هنا الكتاب والسنة فدع عنا التفصيل ولنتوقف حتى يأتي الدليل وهذا الذي عندي.
2 - وبالنسبة للعلماء فلم تنقل إلا عن ابن القيم وعن عالم معاصر فقط والباقي لم يصرح ولا بأس أن تنقل أقوال العلماء لنستفيد وكون البخاري أو ابن خزيمة أدرج حديث تحت باب معين فهذا السؤال يوجه للمؤلف لا لي أنا وإلا لا نستطيع أن نقولهم رحمهم الله تعالى ما لم يقولوا ولو كان الأمر ظاهر عند البعض.
3 - وكون لكل رأي غير صحيح وأنت تعرف أنني أستفدت منك في معرفة المفوضة ومخالفتهم ولدي مسائل أخرى وأنت قلت أنك مستعد للمتابعة فلنكمل ما بدأنا به ولتبقى هذه المسالة معلقة حتى تأتي بالدليل (الكتاب والسنة) وكلام السلف.
وكوننا في باب اليد فأنت قلت أن لها أنامل وكف فما الدليل؟
وجزاك الله خيرا وبارك فيك وهدانا للحق المبين ولتتسع صدورنا ولنتبع الحق فلو صمم كل ذي رأي على رأيه لما استفدنا من هذه المدارسة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 01 - 04, 04:24 ص]ـ
¥