جزاك الله خيراً، أحترم رأيك وأقدر ما تقول وأعلم أن الاتفاق والمطابقة قد يكون عسير، وإذا كان فلن يكون بين عشية وضحاها.
ونزولاً عند رغبتكم سأبدأ في المسألة الثانية.
ولكني أجد لزاماً علي أن أشير إلى مسألة تتعلق بقولكم: "فاللغة غير حاكمة على الله عزوجل في شيء لم يصرح به الدليل"، فإن كنت تعني أن نجرد المعنى المفهوم من لغة العرب ونعري الدليل عنه فلا أوافقك، وإن كنت تعني لا نثبت إلاّ ما أثبته الدليل فأوافقك وهذا ما نتحدث فيه، ولكن ينبغي أن تثبت لفظه ومعناه على ما يليق بالله، أما إثبات اللفظ دون المعنى فهو نقص في التصديق، فالله يقول: (وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)، وقال (قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون)، وقال: (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين) .. إلى آخر هذه الآيات التي لا تخفاكم.
فوجب علينا أن نؤمن باللفظ والمعنى الذي تدل عليه اللغة التي جاء بها القرآن على ما يليق بربنا إن كان الحديث عن صفاته سبحانه وتعالى.
ويتفرع عن هذا جواب قلوكم من قال بهذا غير فلان، فالأصل أن من أثبت صفة أثبت المعنى الذي تدل عليه لغة العرب، ومن زعم أنهم خالفوا وإنما أثبتوا لفظاً وجردوه عن دلال اللغة فهو الذي يتوجب عليه أن يأتي بالنقول ويثبت ذلك عنهم إذ هو خلاف الأصل.
ولو قال لك قائل أثبت لي أن أحداً من الأئمة يحرم (وسمى لك نوعاً من أنواع الخمور الحديثة) فنقلت له قول الإمام في تحريم الخمر، فقال لك لا أنا أريد نصاً يفيد أن هذا النوع حرام! أظنك سوف تعد هذا ضعفاً في الإدارك لأن مسمى الخمر يتناول ماذكر.
ولهذا فهم من كلام البخاري وغيره أنه يثبت الأصابع لليد كما أشار العيني بأن مراده لا يخفى على المتأمل.
وبعد هذاوبناء على ما سبق .. يتعين عليك أنت حتى تتوقف أن تأتي بالدليل على أن الصابع ليست لليد التي تقبض وتبسط على مابينته، وأن من أثبت الأصابع يقول بأنها ليست لليد أو يتوقف فيها، إذ أن هذا خلاف الأصل المعروف في لغة العرب فعلى من زعمه أن يأتي بالدليل.
================================================== ==
أما الكف فأدلتها كثيرة، ولكن ألاتثبت أ لله كفاً هي صفة ذاتية يفعل الله بها ما يشاء؟
على كل أكتفي بشيء مما ذكره الإمام ابن خزيمة، قال رحمه الله:
باب ذكر سنة خامسة تثبت أن لمعبودنا يدا:
يقبل بها صدقة المؤمنين عز ربنا وجل عن أن تكون يده كيد المخلوقين.
قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يزيد –يعني ابن هارون عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن أحدكم ليتصدق بالتمرة من طيب، ولا يقبل الله إلا طيباً، فيجعلها الله في يده اليمنى، ثم يربيها ما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تصير مثل أحد ".
وقال: حدثنا محمد، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا محمد –يعني ابن عمرو عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أن أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الله في كفه فيربيها كما يربى أحدكم مهرة أو فصيله، حتى تعود في يده مثل الجبل".
وقال: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى –يعني ابن سعيد قال: ثنا ابن عجلان، قال: ثنا سعيد بن يسار، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصدق بصدفة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً ولا يصعد إلى السماء إلا الطيب فيقع في كف الرحمن، فيربيه كما يربي أحدكم فصيله حتى أن التمرة لتعود مثل الجبل العظيم ".
وقال: حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا بكر –يعني ابن مضر قال: ثنا ابن عجلان، قال: أخبرني أبو الحباب، سعيد بن يسار، أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بمثله، وقال: " إلا وهو يضعها في يد الرحمن أو في كف الرحمن وقال: حتى أن التمرة لتكون مثل الجبل العظيم ".
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[08 - 01 - 04, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة للأصابع فأنا لم أقل أن الأصابع ليست لليد فأنا متوقف وهل المتوقف يحتاج لدليل؟! ولازم المذهب ليس بمذهب فلا نستطيع القول أن السلف يروا ما قد رأيت أنت وبما أنك ما أتيت بدليل ولا بكلام السلف فما زال القول هو هو ولننتقل على المسألة الثانية وسوف أمر على الأحاديث من ناحية الرواية فيما بعد أما من ناحية الدراية فلماذا يقال هذا مجاز وإذا تأول أحدهم نصا آخر أنكرنا عليه أليس هذا تناقضا؟!
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 01 - 04, 01:08 ص]ـ
نعم التوقف يحتاج لدليل لأنك توقفت في شيء دلت لغة العرب عليه بغير مسوغ صحيح.
وأنا لا أقول لازم المذهب مذهب، ولكن أقول الظاهر من صنيعهم أنهم يريدون كذا وكذا، لكذا وكذا، فناقش ذا.
أما عبارتك الأخير فلست أدري لمن توجهها هل تعني الأخ الفاضل عمر عبدالسلام، إذا كانت متوجهة لعبارة عمر في موقع المسلم فانظر الكلام حولها هناك.
¥