تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما اليد فقد ذكروا في معناه ما قاله أبو إسحق، وبينو أنها أصل في نحو يد الإنسان وغيره وقد ذكر ذلك ابن فارس.

أما قبض اليد فهو جمع الكف على الشيء كما في العين للخليل والمحيط للصاحب بن عباد.

ولهذا قال في البصائر الكف: ما بها يقبض ويبسط وقد نقل ذلك المعاصرون فإذا راجعت المحيط ومحيط المحيط والوسيط وجدت الكف الراحة مع الأصابع.

وأنشد الفراء (عن اللسان):

أوفيكما ما بلّ حلقي ريقتي * وما حملت كفاي أنملي العشرا

هذا ما عن لي ذكره الآن ولعلي أرتبه بشيء من التفصيل على شكل مقال مستقل إن يسر الله ولم تعرض الأشغال.

==================================================

أما المسألة الثانية وهي عبارة الإمام ابن عبدالبر، فقبولها وردها يتوقف على المراد منها، وظاهرها يحتمل ما سبق نقله:

الأول: أنه يقول التعبير مجاز عن قبول الصدقة وليس فيه إثبات يد حقيقة لله، فهذا باطل وابن عبدالبر يثبتها وهذا تفيده نصوصه يرحمه الله.

الثاني: أنه يقول التعبير مجاز كقولك أمرك بيدي، فالصورة مجازية مع أنها أثبتت يد حقيقية إذ لاتعارض بينهما وهذا حق.

وهذه الأخير هو مراد ابن عبدالبر بدليل أنعه يقوله ويثبت لله يدا.

قال أبو عمر (في التمهيد): الذي عليه أهل السنة وأئمة الفقه والأثر في هذه المسألة وما أشبهها الإيمان بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها والتصديق بذلك وترك التحديد والكيفية في شيء منه .... عن أحمد بن نصر أنه سأل سفيان بن عيينة قال حديث عبدالله إن الله عز وجل يجعل السماء على أصبع وحديث إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن وإن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة (ونحو هذه الأحاديث) فقال هذه الأحاديث نرويها ونقر بها كما جاءت بلا كيف .. إلى آخر ما قال رحمه الله.

وقال أيضاً: أهل السنة مجموعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر بها مشبه وهم ثم من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله.

==================================================

أما أدلة الأنامل فأذكر منها:

1 - حديث الإمام أحمد من طريق ثابت عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل، قال قال: هكذا، يعنى أنه أخرج طرف الخنصر! قال أبي أرانا معاذ، قال فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد! قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال: من أنت يا حميد وما أنت يا حميد! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقول أنت: ما تريد إليه!

* وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في كتاب الرؤية من طرق عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً، قال هكذا وأشار بإصبعيه ووضع طرف إبهامه على أنملة الخنصر، وفي لفظ على المفصل الاَعلى من الخنصر، فساخ الجبل وخر موسى صعقا. وفي لفظ فساخ الجبل في الاَرض فهو يهوي فيها إلى يوم القيامة.

وقد رويت في ذلك آثار عن السلف رحمهم الله في تفسير هذه الآية غير ما ذكر، فالتراجع في مظانها.

2 - حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: (فإذا أنا بربي عَزَّ وجَلَّ .. في أحسن صورة، فقال: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا محمد! فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله في صدري) والحديث جاء بعدة طرق رواه أحمد، والترمذي، وابن خزيمة، وابن أبي عاصم وغيرهم وهو مقبول إن شاء الله.

وقد أشار شيخ الإسلام إلى إثبات الأنامل لله بهذا الحديث.

والله أعلم.

ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[21 - 01 - 04, 02:16 ص]ـ

أخي الفاضل حارث:

بالنسبة للحديث الأول فهو ليس بصريح الدلالة فالكلام ليس عن رب العالمين. وبالنسبة للحديث الثاني فمضطرب كما قال الدارقطني.

وبالنسبة لتأويل ابن عبد البر فأفهم منه أنك لا تعارض تأويل أحاديث الصفات الفعلية!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير