ـ[النووي السلفي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي مسلم الحربي جزاك الله كل خير على كلامك الجميل جدا
ولكن لم تقل لي ماحكم من قال بهذا الكلام ماحكم من قال بهذا الكلام
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:34 ص]ـ
الأخ العزيز النووي السلفي الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
أخي الحبيب0
إنّ الفتوى والحكم في مسائل الدين؛ وخاصة العقدية؛ أمر لا يتسنى لكل أحد0
إضافة إلى أنّ الحكم على الفعل بتكفير أو تفسيق صاحبه أو غير ذلك، يحتاج إلى استصحاب أمور كثيرة0
قال العلاّمة محمد بن صالح العثيمين في كتابه:< القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى> قال: ((فإن قال قائل هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟
قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو لإلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه0
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عن بمقتضى الدليل الشرعي0 ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به0
الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالما منه ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كفر الرجل إخاه فقد باء بها أحدهما0 وفي رواية: إن كان كما قال وإلاّ رجعت عليه) وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلاّ حار عليه) 0
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق0
الثانب: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع0
ومن أهم الشروط أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافرا أو فاسقا لقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} وقوله: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إنّ الله بكل شيء عليم إنّ الله له ملك السموات والأرض يحي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} 0
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له0
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئنانا به فلا يكفر حينئذ لقوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} 0
ومنها أن يغلق عليه فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك0
ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح} 0
000 بعد ذلك ذكر قول ابن تيميّة رحمهما الله تعالى ثم قال: وبهذا علم الفرق بين القول والقائل وبين الفعل والفاعل فليس كل قول أو فعل يكون فسقا أو كفرا يحكم على قائله أو فاعله بذلك قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى ص165 جـ 35 من مجموع الفتاوى:
وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع يقال هي كفر قولا يطلق كما دل غلى ذلك الدلائل الشرعية فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه مثل من قال: إن اخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة أو سمع كلاما أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها0إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال تعالى: {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان) 0اهـ كلامه0
وبهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفرا أو فسقا ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافرا أو فاسقا إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه0 ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعا لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان ي} ثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسق0 فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماما له يستضيء بنورهما ويسير على منهاجهما فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله به في قوله: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون} 0
انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى0
وأرجو منك أخي الحبيبل النووي السلفي أن تقرأ هذا الكتاب كاملا فإنه جدا مفيد في بابه 0
والله يحفظكم ويرعاكم0
¥