[عقيدة الإمام الترمذي من خلال جامعه الصحيح]
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 12 - 03, 09:19 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
هذه مواضع متعددة من جامع الإمام الترمذي نقل فيها عقيدة أهل السنة والجماعة
ويتبين من خلالها أنه على منهج أئمة الحديث في العقيدة من ناحية إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى وغير ذلك من جوانب العقيدة
وهذه المواضع انتهيت من جمعها 1419 وعرضتها على بعض مشايخنا فاستحسنها
ثم رأيت بعد ذلك رسالة للشيخ طارق عوض الله بعنوان (عقيدة أهل السنة والجماعة للإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي) طبعت سنة 1421عن دار الوطن وذكر فيها عددا من النصوص من جامع الترمذي وفاته البعض فجزاه الله خيرا وبارك فيه، وكذلك اختار عددا من الأحاديث لم يتكلم عليها الترمذي باعتبار تبويب الترمذي عليها، وأنا حرصت على كلامه بعد روايته للحديث
وكان سبب الاهتمام بهذا الأمر أن الدكتور نور الدين عتر وفقه الله ذكر في كتابه (الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين) ص 202 - 203 أن أبا عيسى الترمذي مفوض، وهذا غير صحيح، وسيأتي خلال النقولات من جامعه الصحيح ما يبين أن الترمذي رحمه الله على عقيدة السلف في إثبات الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل
وبالله التوفيق.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:20 ص]ـ
نفع الله بك ياشيخ
ـ[ aboumalik] ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:43 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ , والشئ بالشئ يذكر فقد علمت من أخ لي بان هناك كتاب سوف يطرح في معرض القاهرة للكتاب القادم بعنوان " الاختيارات الفقهية للترمذي " من إصدارات المكتب الاسلامي لإحياء التراث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 12 - 03, 02:40 ص]ـ
قال الإمام الترمذي رحمه الله في الجامع (3/ 50 - 51)
(662) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عباد بن منصور حدثنا القاسم بن محمد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات و يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا
وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه
وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده
وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة
و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 03, 01:59 ص]ـ
قال نور الدين عتر في كتابه ص 202 (مختلف الحديث في كتاب الترمذي
فمن ذلك
1 - قوله في حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيب-ولايقبل الله إلا الطيب-إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربى أحكم فلوه أو فصيله)
وهذا الحديث مشكل لأنه يجعل لله يدا، وذلك تجسيم وتشبيه، معارض للأدلة القاطعة بتنزيه الله عن ذلك، وقد أزال الترمذي الإشكال وحقق المسألة فتعرض لمسألة المتشابهات وأبان الحق فيها فقال:
وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة
وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه
وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده
وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة
و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى (يعني كلام الترمذي)
قال عتر
فهذا بيان ساطع لمعنى هذه المتشابهات سار على النهج المستقيم الذي عليه سلف الأمة، وإنه لبحث جميل بين فيه الترمذي بالحجة والبرهان مذهب أهل السنة، ورد على من خالفهم، وإن لكلامه هذا قيمة عظيمة من الناحية التاريخية فضلا عن قيمته العلمية، فكلامه هذا من أقدم المراجع التي تبين لنا مذهب أهل السنة وأنه مذهب سلف الأمة) انتهى.
وفي كلام نور الدين عتر عدة ملاحظات لعلي أبينها بإذن الله تعالى تباعا
¥