تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[23 - 12 - 03, 06:02 م]ـ

بيان الملاحظات على كلام نور الدين عتر السابق

أولا: ذكر لفظ الحديث هكذا (ما تصدق أحد بصدقة من طيب-ولايقبل الله إلا الطيب-إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربى أحكم فلوه أو فصيله)

والذي في الترمذي في الموضع الذي نقل منه هذا اللفظ (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات و يمحق الله الربا ويربي الصدقات)

ثانيا: قوله (وهذا الحديث مشكل لأنه يجعل لله يدا، وذلك تجسيم وتشبيه، معارض للأدلة القاطعة بتنزيه الله عن ذلك)

فهذا الحديث ليس بمشكل بل هو موافق للنصوص الكثيرة الواردة في الكتاب والسنة بإثبات الصفات ومنها صفة اليد كقوله تعالى (لما خلقت بيدي) وقوله (بل يداه مبسوطتان) ونحو ذلك

وإثبات اليد لله سبحانه وتعالى ليس فيه أي تجسيم بل فيه طاعة وتصديق لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهم الذين أخبرونا عن ذلك فوجب علينا التصديق والتسليم، وإثبات اليد لله ليس فيه تشبيه ليده بيد المخلوقين بل الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء فكذلك يده ليس كمثلها يد، فكيفيتها غير معلومة، ولكننا نثبتها على ما يليق بالله سبحانه وتعالى.

ثالثا: قوله (وقد أزال الترمذي الإشكال وحقق المسألة فتعرض لمسألة المتشابهات وأبان الحق فيها)

فقد تبين لنا أن هذا الحديث ليس فيه إشكال بحمد الله بل هو موافق للكتاب والسنة

وليست آيات وأحاديث الصفات من المتشابه كما يفهم من قوله (فتعرض لمسألة المتشابهات وأبان الحق فيها)

فقد تشتبه على قوم من الناس، ولكن من تحقق في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة وأقوال السلف في هذا الباب علم أن مسألة الصفات عندهم واضحة بينة.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[23 - 12 - 03, 06:13 م]ـ

رابعا: قوله (فهذا بيان ساطع لمعنى هذه المتشابهات سار على النهج المستقيم الذي عليه سلف الأمة، وإنه لبحث جميل بين فيه الترمذي بالحجة والبرهان مذهب أهل السنة، ورد على من خالفهم، وإن لكلامه هذا قيمة عظيمة من الناحية التاريخية فضلا عن قيمته العلمية، فكلامه هذا من أقدم المراجع التي تبين لنا مذهب أهل السنة وأنه مذهب سلف الأمة)

فأما كون كلام الترمذي رحمه الله بينا ساطعا فهذا صحيح فقد بين في كلامه السابق مذهب السلف في إثبات الصفات،عكس ما ذكره نور الدين عتر عنه، فقوله (وهذا الحديث مشكل لأنه يجعل لله يدا، وذلك تجسيم وتشبيه، معارض للأدلة القاطعة بتنزيه الله عن ذلك، وقد أزال الترمذي الإشكال وحقق المسألة) مخالف لما ذكره الترمذي هنا نقلا عن أهل العلم حيث قال الترمذي رحمه الله (و قال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.)

فتبين لنا أنه لم يفهم كلام الترمذي ولامذهبه في الصفات، والله المستعان.

خامسا: قوله (فكلامه هذا من أقدم المراجع التي تبين لنا مذهب أهل السنة وأنه مذهب سلف الأمة)

هذا الكلام غير صحيح بل قد ذكر العلماء قبل الترمذي هذا الكلام وبينوه في كتبهم، ومن أمثلة ذلك وهي كثيرة ككتب عثمان بن سعيد الدارمي، ومسند الدارمي شيخ الترمذي، وكذلك البخاري وغيرهم كثير وإنما ذكرت أمثلة فقط

فيتبين لنا أن نقل الترمذي هذا ليس من أقدم المراجع في نقل مذهب السلف في الصفات، والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 12 - 03, 11:43 م]ـ

قال الإمام الترمذي رحمه الله (2044)

حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا

حدثنا محمد بن العلاء حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة عن الأعمش

قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وهو أصح من الحديث الأول

هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

وروى محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا

وهكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا أصح لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها

فبين الإمام الترمذي رحمه الله تعالى أن الرواية الصحيحة في هذا الحديث بلفظ (عذب في النار) بدون لفظة خالدا مخلدا فيها أبدا

وبين أن رواية سعيد المقبري وعبدالرحمن الأعرج أبو الزناد عن أبي هريرة بدون هذه اللفظة خلافا لرواية ابي صالح ذكوان السمان

فبين العلة من ناحية الإسناد

ثم علل ذلك من ناحية المتن بأن الروايات المتعددة في أحاديث كثيرة تدل على أن أهل الكبائر من أهل الإيمان تحت مشيئة الله فقد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولكن لايخلدون في النار

فرحم الله الإمام الترمذي على هذا البيان الواضح لعقيدة أهل السنة.

وينظر هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=298066#post298066

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير