تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحتاج الى نص كلام شيخ الاسلام في تحريف التوراة والانجيل.]

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 12 - 03, 01:06 ص]ـ

نقل ابن حجر رحمه الله عن شيخ الاسلام ان لم يقل بالمنع من تحريف الكتب السماوية تحريف (لفظ) بل قال انه يقل جدا وان الغالب عليهم تحريف المعانى واستدل على هذا بحديث اليهودي واليهودية الذين زنيا.

وقوى ابن حجر هذا القول.

وقد تكاثر النقل عنه رحمه الله انكار التحريف بالمرة (اي تحريف اللفظ) , وانا في نفسي اتمنى ان يكون النقل الاول عنه اصح لانه اليق بحال شيخ الاسلام رحمه الله.

فهل وقف احد على نص لشيخ الاسلام في المسألة.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 12 - 03, 02:39 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

- جواباً على السؤال المتقدم فهذا مقطع من بحث لي طويل كتبته قبل ما يقرب ثماني سنوات، لكني ههنا انقل المقصود بنصه للفائدة:

- قلت فيه: ((ثانياً: أنَّ اختصاص هذه الأمة المحمدية بحفظ الله لكتابه المنزَّل (القرآن الكريم) من التحريف والتبديل دون كتب سائر الأمم السالفة، يدل بمفهومه مخالفة هذه الكتب لهذا الوصف، بإثبات تحريف التوراة والإنجيل وغيرهما، وهذا صحيح في الجملة.

ولكن ... ينبغي أن يُعلَم أنَّ التحريف الذي طرأ على الكتب السابقة ليس كلُّه في الرسم والألفاظ، فإنَّ التحريف الذي وقع من أهل الكتاب لكتبهم على نوعين.

وقد أفاض في ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله حيث قال: ((المسلمون لم يدَّعوا أنَّ هذه الكتب كلَّها حرِّفت بعد انتشارها وكثرة النسخ بها، ولكنَّ جميعهم متفقون على وقوع التبديل والتغيير في كثير من معانيها وكثير من أحكامها.

وهذا مما يسلِّمه النصارى جميعهم في التوراة والنبوَّات المتقدِّمة؛ فإنهم يسلِّمون أنَّ اليهود بدَّلوا كثيراً من معانيها وأحكامها، ومما يسلِّمه اليهود أنَّهم متفقون على أن النصارى تفسِّر التوراة والنبوات المتقدِّمة بما يخالف معانيها، وأنها بدَّلت أحكام التوراة، فصار تبديل كثير من معاني الكتب المتقدِّمة متفقاً عليه بين المسلمين واليهود والنصارى.

وأما تغيير بعض ألفاظها ففيه نزاع بين المسلمين، والصواب الذي عليه الجمهور، أنه بُدِّل بعض ألفاظها.

والقرآن ما زال محفوظاً في الصدور نقلاً متواتراً، حتى لو أراد مريد أن يغيِّر شيئاً من المصاحف، وعرض ذلك على صبيان المسلمين لعرفوا أنه غيرلا المصحف، لحفظهم للقرآن من أن يقابلوه بمصحف، وأنكروا ذلك.

وأهل الكتاب يقدر الإنسان منهم أن يكتب نسخاً كثيرة من التوراة والإنجيل ويغيِّر بعضها، ويعرضها على كثي من علمائهم ولا يعرفون ما غُيِّر منها إن لم يعرضوه على النسخ التي عندهم؛ ولهذا لما غُيِّر من نسخ التوراة راج ذلك على طوائف منهم ولم يعلموا التغيير.

فلهذا بدَّل كثير من النصارى كثيراً من دين المسيح صلى الله عليه وسلم بعد رفعه بقليل من الزمان، وصاروا يبدِّلون شيئاً بعد شيء، وتبقى فيهم طائفة متمسِّكة بدين الحق إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وقد بقي من أولئك الذين على الدين الحق طائفة قليلة ماتوا قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم.

فالدين الذي اجتمع عليه المسلمون اجتماعاً ظاهراً معلوماً، هو منقول عن نبيِّهم نقلاً متواتراً، نقلوا القرآن، ونقلوا السنة، وسنته مفسرة للقرآن مبينة له، كما قال سبحانه وتعالى له: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم} [النحل: 44].

فبين ما أنزل الله لفظه ومعناه، فصار معاني القرآن التي اتفق عليها المسلمون اتفاقا ظاهراً مما توارثته الأمة عن نبيها، كما توارثت عنه ألفاظ القرآن، فلم يكن - ولله الحمد - فيما اتفقت عليه الأمة شيء محرف مبدل من المعاني، فكيف بألفاظ تلك المعاني؟

فإن نقلها والاتفاق عليها أظهر منه في الألفاظ فكان الدين الظاهر للمسلمين الذي اتفقوا عليه مما نقلوه عن نبيهم، لفظه، ومعناه، فلم يكن فيه تحريف ولا تبديل، لا للفظ ولا للمعنى، بخلاف التوراة والإنجيل، فإن من ألفاظها ما بدل معانيه وأحكامه اليهود والنصارى، أو مجموعها تبديلاً ظاهراً مشهوراً في عامتهم، كما بدلت اليهود منها في الكتب المتقدمة من البشارة بالمسيح ومحمد صلى الله عليهما وسلم وما في التوراة من الشرائع، وأمره في بعض الأخبار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير