ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 02 - 04, 10:00 م]ـ
- من الأدلة التي قد يستدل بها على عدم تحريف التوراة والإنجيل كاملاً ما ورد من حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قبول أخبار بني إسارئيل، وعدم تصديقهم فيها أو تكذيبهم.
ولو كان كل ما فيهما محرفاً لكان التوجيه في التعامل معهما على وجه واحد، وهو التكذيب.
- وقد حضرت مرة خطبة جمعة لأحد الخواص، فذكر في ثنايا خطبته أكثر من مرة أن المسملين متفقون على تحريف (جميع) ما في التوراة والإنجيل، وأن كل ما فيهما باطل لعدم وجود الحق ولو بنسبة قليلة.
فكلمت الخطيب الفاضل بعد الجمعة أنَّ هذا التعميم مجانب للصواب فأصرَّ على رأيه.
فقلت له: من سبقك إلى ما ذكرت؟
فقال: أخذته من كتاب إظهر الحق.
فقلت: وإن، لكنه غلط، وذكرت له كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
فلم يرد جواباً غير التعلل بأنه يريد بكلامه تحذير الناس نمن قراءة أو النظر في التوراة أو الإنجيل!
فقلت: مهما كان المبرر فهذا لا يسوغ لك هذا الحكم الغريب!
ولما رجعت البيت نظرت في كتاب إظهار الحق = فإذا ما فيه يوافق رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن التحريف ليس في الجميع؟!!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 02 - 04, 10:56 م]ـ
الاخ الفاضل أبو عمر.
التحديث عن بنى اسرائيل وأخبارهم شئ , والنقل من التوارة والانجيل شئ آخر.
فالاول أعم من الثاني.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:57 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي زياد ..
هل من بيان أكثر حول ما ذكرتم، فإنه لم يتضح لي وجهه؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو تقي]ــــــــ[12 - 02 - 04, 12:25 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
التحديث عن بني اسرائيل يحتمل عدة أوجه. قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى ج 18 ص 40 - 41:
ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) مع قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم) فإنه رخص في الحديث عنهم، ومع هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم، فلو لم يكن في التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخص فيه وأمر به، ولو جاز تصديقهم بمجرد الإخبار لما نهى عن تصديقهم، فالنفوس تنتفع بما تظن صدقه في مواضع.
وقد فسر أبو جعفر الطحاوي التحديث عن بني اسرائيل بنقل ما جرى عليهم من العقوبات لينتفع به المسلمون، وأضاف أنّ التحديث عنهم إختياري وليس بإيجابي. مشكل الآثار: 1
30.
.
اما التوراة ففيها من الاخبار ما يؤيدها شرعنا فهذا نصدق به واما ما لم يرد عندنا فلا يمكن السكوت عنه فهي تخبر مثلا ان الله سبحانه يمشي وان آدم يختبا منه؟!
تكوين 3:8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة.
مثال آخر، التاسف والندم:
تكوين 6:7 فقال الرب امحو عن وجه الارض الانسان الذي خلقته. الانسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لاني حزنت اني عملتهم
وايضا حلق الاله لشعر رجله بموس مستاجرة.
وغيرها الكثير من الاخبار الشنيعة.
-
عن ابن عباس في صحيح الامام البخاري رحمه الله ج: 2 ص: 953:
2539 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما قال ثم يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم.
وقال ابن حزم رحمه الله في الفصل في الملل والأهواء والنحل ان من يقرا الكتاب الذي تسميه اليهود التوراة وفي سائر كتبهم وفي الأناجيل الأربعة يتيقن بذلك تحريفها وتبديلها وأنها غير الذي أنزل الله عز وجل!
وقال: في الكتب المذكورة من الكذب الذي لا يشك كل ذي مسكة تمييز في أنه كذب على الله تعالى وعلى الملائكة عليهم السلام وعلى الأنبياء عليهم السلام إلى أخبار أوردوها لا يخفي الكذب فيها على أحد كما لا يخفى ضوء النهار على ذي بصر!
والله اعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:42 م]ـ
بنو اسرائيل عندهم كتب وأسفار تاريخية بل ان التوارة هناك ما ادخلوه فيها وليس منها وعندهم من الاخبار في هذه الكتب الكثير. وبعضها ينسب الى انبيائهم ولايعدونه من التوارة , (العهد القديم).
فيجوز التحديث عنهم وعن اخبارهم , بخلاف النقل من التوارة المحرفه.
والتحديث عن بنى اسرائيل يشمل نقل ما (نقل) عنهم من غيرهم دون النقل من التوارة والانجيل , ويشمل التحدث بما نقل عنهم من قومهم كما كان ينقل عنهم بعض الصحابه والتابعين من اليهود انفسهم ككعب الاحبار وغيره , ويشمل ايضا التكلم على ما جرى عليهم من الاحوال ولاحداث وهو غير النقل من التوارة والانجيل.
وهذا القول فيه جمع بين الاحاديث التى ظهر فيها انكار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعمر وغيره لما أخذو التوراة , وان كانت اسانيدها فيها ضعف الا انها بمجموعها قد تدل على أصل كما قال ذلك ابن حجر = وبين الاحاديث الثابته التى جوز فيها الرسول صلى الله عليه وسلم التحديث عنهم بلا حرج.
وأيضا انكار الصحابة على من اقتنى هاذين الكتابين بل وقول بعضهم بالتحريم.
بخلاف من اضطر الى تأويل هذه الاحاديث بالقول بأنه في اول الاسلام او غيره.
هذا امر يظهر لي وخاصة ان الكتب التى تتحدث عن تاريخهم وبعضها أدخل في التوراة من قبل علمائهم كثيرة كسفر الخروج وغيره.
¥