تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والعبد المؤمن يبتلى بالحسنات التي تسره، والسيئات التي تسوءه في الوقت الواحد، ليكون صبارا، شكورا، فكيف إ‘ذا وقع مثل ذلك في وقتين متعددين من نوع واحد.

ويستحب صوم التاسع والعاشر، ولا يستحب الكحل، والذين يصنعونه من الكحل من أهل الدين لا يقصدون به مناصبة أهل البيت، وإن كانوا مخطئين في فعلهم، ومن قصد منهم أهل البيت بذلك أو غيره، أو فرح، أو استشفى بمصائبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي) لما شكا إ‘ليه العباس أن بعض قريش يجفون بني هاشم وقال: (إن الله اصطفى قريشا من بني كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم) 3. وروى عنه أنه قال: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي) 4.

وهذا باب واسع يطول القول فيه.

1 أخرجه أحمد ومسلم والترمذي.

2 احمد والترمذى مع اختلاف فى الالفاظ , ضعيف ضعيف الترمذى 774.

3 أخرجه مسلم والترمذي عن واثلة.

4 أخرجه الترمذي والحاكم، ضعيف ضعيف الجامع 176.

بدع وضلالات

وكان سبب هذه المواصلة أن بعض الإخوان قدم بورقة فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر سادة أهل البيت، وقد أجرى فيها ذكر النذور لمشهد المنتظر، فخوطب من فضائل أهل البيت وحقوقهم، بما سر قلبه، وشرح صدره، وكان ما ذكر بعض الواجب، فإن الكلام في هذا طويل، ولم يحتمل هذا الحامل أكثر من ذلك. وخوطب فيما يتعلق بالأنساب والنذور بما يجب في دين الله، فسأل المكاتبة بذلك إلى من يذهب إليه من الإخوان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة)، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) 1.

أما ورقة الأنساب والتواريخ ففيها غلط في مواضع متعددة، مثل ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في صفر، وأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عمرو بن العلاء بن هاشم، وأن جعفر الصادق توفي في خلافة الرشيد وغير ذلك.

فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول، شهر مولده وشهر هجرته، وأنه توفي يوم الاثنين وفيه ولد، وفيه أنزل عليه. وجده هاشم بن عبد مناف، وإنما كان هاشم يسمى عمرا، ويقال له: عمرو العلا، كما قال الشاعر:

عمر العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف

وأن جعفرا أبا عبد الله توفي في سنة ثمان وأربعين في إمارة أبي جعفر المنصور، وأما المنتظر فقد ذكر طائفة من أهل العلم بأنساب أهل البيت: أن الحسن ابن علي العسكري لما توفي بعسكر سامراء لم يعقب ولم ينسل، وقال من أثبته: إن أباه لما توفي في سنة ستين ومائتين كان عمره سنتين أو أكثر من ذلك بقليل، وأنه غاب من ذلك الوقت وأنه من ذلك الوقت حجة الله على أهل الأرض، لا يتم الإيمان إلا به، وأنه هو المهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يعلم كل ما يفتقر إليه الدين.

وهذا موضع ينبغي للمسلم أن يثبت فيه، ويستهدي الله ويستعينه، لأن الله قد حرم القول بغير

1 رواه الشيخان.

علم، وذكر أن ذلك من خطوات الشيطان وحرم القول المخالف للحق، ونصوص التنزيل شاهدة بذلك، ونهى عن اتباع الهوى.

فأما المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم فقد رواه أهل العلم العالمون بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لها، الباحثون عنها وعن رواتها، مثل أبي داود، والترمذي، وغيرهما، ورواه الإمام أحمد في مسنده.

فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يوطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا) 1.

وروى هذا المعنى من حديث أم سلمة وغيرها.

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (المهدي من ولد ابني هذا). وأشار إلى الحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير