تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال: (من تطهر في بيته فأحسن الطهور، وخرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، كانت خطوتاه إحداهما ترفع درجة، والأخرى تضع خطيئة) 5.

وقال: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وماكان أكثر أحب إلى الله) 6.

وقال: (سيكون عليكم أمراء يؤخرن الصلاة عن وقتها، فصلوا الصلاة لوقتها، ثم اجعلوا صلاتكم معهم نافلة) 7.

1 رواه مسلم.

2 اخرجه ابن ماجه، صحيح صحيح الجامع 2820.

3 أخرجه البخاري.

4 أخرجه البخاري.

5 أخرجه البخاري.

6 أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، صحيح صحيح ابو داود 1/ 111.

7 أخرجه مسلم.

وقال: (يصلون لكم، فإن أحسنوا فلكم، وإن أساءوا فلكم وعليهم).

وهذا باب واسع جدا.

وقال أيضا: (لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) 1. يحذر مما فعلوا. قالوا: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجدا. وهذا قاله في مرضه.

وقال قبل موته بخمس: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذون القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك) 2.

ولما ذكر كنيسة الحبشة قال: (أولئك إذا مات الرجل فيهم بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) 3.

وكل هذه الأحاديث في الصحاح المشاهير.

وقال أيضا: (لعن الله زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج) 4. رواه الترمذي وغيره وقال: حديث حسن.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن الذين يتخذون على القبور والمساجد، ويسرجون عليها الضوء، فكيف يستحل مسلم أن يجعل هذا طاعة وقربة؟!!

وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني ألا أدع قبر مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته).

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد) 5.

وقال: (لا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني) 6.

فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاجتماع عند قبره.

وأمر بالصلاة عليه في جميع المواضع، فإن الصلاة عليه تصل إليه من جميع المواضع.

وهذه الأحاديث رواها أهل بيته، مثل: علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي، ومثل: عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

1 رواه الشيخان.

2 رواه الشيخان.

3 رواه الشيخان.

4 اخرجه الترمذى، ضعيف الضعيفة 225. والجملة الاولى ثابتة عن النبى عليه الصلاة والسلام.

5 رواه مالك واحمد، صحيح تحذير الساجد 18.

6 رواه ابو داود واحمد، صحيح صحيح ابو داود 1/ 383.

فكانوا هم وجيرانهم من علماء أهل المدينة ينهون عن البدع التي عند قبره أو غير قبر غيره، امتثالا لأمره، ومتابعة لشريعته.

فإن من مبدأ عبادة الأوثان: العكوف على الأنبياء و الصالحين، والعكوف على تماثيلهم، وإن كانت وقعت بغير ذلك.

وقد ذكر الله في كتابه عن المشركين أنهم قالوا:

((لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا)).

وقد روى طائفة من علماء السلف أن هؤلاء كانوا قوما صالحين، فلما ماتوا بنوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم.

وكذلك قال ابن عباس في قوله: ((أفرأيتم اللات والعزى. ومنات الثالثة الأخرى)). قال ابن عباس: كان اللات رجلا يلت السويق للحجاج، فلما مات عكفوا على قبره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد). ونهى أن يصلى عند قبره.

ولهذا لما بنى المسلمون حجرته حرفوا مؤخرها، وسنموه لئلا يصلي إليه احد فإنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها) رواه مسلم.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى أهل البقيع يسلم عليهم، ويدعو لهم.

وعلم أصحابه أن يقولوا إذا زاروا القبور: (سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لكم العافية، اللهم آجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم) 1.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير