[تبرك الشافعى بقبر أبى حنيفة باطل]
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[05 - 01 - 04, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة هي من القصص العجيبة الغريبة التي تشكك في عقيدة أئمة المذاهب الأربعة ومنهم الإمام الشافعي - رحمه الله - فهذه القصة من الكذب الصريح على هذا الإمام الجليل والعالم النحرير.
أما القصة فقد ذكرها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بإسناده (1/ 123) عن السافعي أنه قال: إني لأتبرك بأبي حنيفة، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره، وسألت الله تعالى عنده، فما تبعد عني حتى تُقضى.
قال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/ 31ح22):
فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، ويحتمل أن يكون هو " عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي وقد ترجمه الخطيب وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341هـ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، ويبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247هـ على أكثر الأقوال فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أن يكون قد أدركه.
وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل.ا. هـ.
وقد رد العلامة الألباني على الكوثري في نفس الموضع فقال:
وأما قول الكوثري في مقالاته: وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح. فمن مبالغاته بل مغالطاته ا. هـ.
وقد كذب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذه القصة ورد على ما جاء فيها برد يروي الغليل فقال في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 692):
... الثاني: أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون، ولم يفعلوه، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات، وهي لا تتناقض، وإذا اختلف فيها التأخرون فالفاصل بينهم: هو الكتاب والسنة، وإجماع المتقدمين نصا واستنباطا فكيف - والحمدلله - لم ينقل عن إمام معروف ولا عالم متبع. بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال: ... فذكره أو كلاما هذا معناه، وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء. فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده. ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم، ولم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره.
ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه. وإما ان يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف،ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبه احاديث عمن لاينطلق عن الهوى لما جاز التمسك بها حتى تثبت. فكيف بالمنقول عن غيره؟ ا. هـ.
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
وهذه القصة يُشم منها رائحة التعصب المذهبي المقيت، ولا يستبعد أن يكون الأحناف وضعوها لأجل تعصبهم الشديد لأبي حنيفة - رحم الله الجميع -.