تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنا سوف أبين معنى تفويض الصفة بما يلي:

أهل التفويض يقولون: إن طريقة السلف هي التفويض، وقد أخطأوا، لأن مذهب أهل السنة هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية.

وليعلم أن القول بالتفويض ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ من شر أقوال أهل البدع والإلحاد!

لأن فيه تكذيباً للقرآن وتجهيلاً للرسول واستطالة للفلاسفة.

تكذيب للقرآن، لأن الله يقول: ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء [[النحل: 89]، وأي بيان في كلمات لا يدرى ما معناها؟ ‍ وهي من أكثر ما يرد في القرآن، وأكثر ما ورد في القرآن أسماء الله وصفاته، إذا كنا لا ندري ما معناها، هل يكون القرآن تبياناً لكل شيء؟ ‍ أين التبيان؟

إن أهل التفويض يقولون: إن الرسول لا يدري عن معاني القرآن فيما يتعلق بالأسماء والصفات وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يدري، فغيره من باب أولى.

وأعجب من ذلك يقولون: الرسول يتكلم في صفات الله، ولا يدري ما معناه يقول: "ربنا الله الذي في السماء" (1)، وإذا سئل عن هذا؟ قال: لا أدري وكذلك في قوله: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" (2) وإذا سئل ما معنى "ينزل ربنا"؟ قال: لا أدري .... وعلى هذا، فقس.

وهل هناك قدح أعظم من هذا القدح بالرسول بل هذا من أكبر القدح رسول من عند الله ليبين للناس وهو لا يدري ما معنى آيات الصفات وأحاديثها وهو يتكلم بالكلام ولا يدري معنى ذلك كله.

فهذان وجهان:

تكذيب بالقرآن.

وتجهيل الرسول.

وفيه فتح الباب للزنادقة الذين تطاولوا على أهل التفويض، وقالوا: أنتم لا تعرفون شيئاً، بل نحن الذين نعرف، وأخذوا يفسرون القرآن بغير ما أراد الله، وقالوا: كوننا نثبت معاني للنصوص خير من كوننا أميين لا نعرف شيئاً وذهبوا يتكلمون بما يريدون من معنى كلام الله وصفاته!! ولا يستطيع أهل التفويض أن يردوا عليهم، لأنهم يقولون: نحن لا نعلم ماذا أراد الله، فجائز أن يكون الذي يريد الله هو ما قلتم! ففتحوا باب شرور عظيمة.

فتبين أن طريقة التفويض طريق خاطئ، لأنه يتضمن ثلاث مفاسد: تكذيب القرآن، وتجهيل الرسول، واستطالة الفلاسفة!

وأن الذين قالوا: إن طريقة السلف هي التفويض كذبوا على السلف بل هم يثبتون اللفظ والمعني ويقررونه، ويشرحونه بأوفى شرح.

أهل السنة والجماعة لا يحرفون ولا يعطلون، ويقولون بمعنى النصوص كما أراد الله:] ثم استوى على العرش [[الأعراف: 54]، بمعنى: علا عليه وليس معناه: استولى.] بيده [: يد حقيقية وليست القوة ولا نعمة، فلا تحريف عندهم ولا تعطيل ولاتكييف ولا تمثيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

ـ[عارف]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:49 م]ـ

من أثبت النزول وأنكر النقلة والخلو من العرش فلا أدري ما الذي لم يفوضه؟

ولو كنت عند إسحاق رحمه الله لقلت له: هل يقدر أن ينزل إلى السماء الدنيا مع كونه فوق العليا؟

فإن قال نعم جوز المحال، وإن قال هذا لا يقدح في القدرة إذا لم يدخل فيها لأنه محال والمحال عدمي والعدمي ليس بشيء فلا يدخل في {على كل شيء قدير} فهذا بعينه جواب سؤاله: ألا يقدر أن ينزل مع بقائه على العرش.

بقي أن يقال: يمكن أن ينزل مع بقائه مستويا في صورة واحدة: أن ينزل العرش معه، لكن دليله من جهة اللزوم، فهل يؤخذ بها في العقائد عند السلف؟ هذا محل بحث، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير