تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناظرات في إثبات العلو]

ـ[عبد المحسن العبدالعزيز]ــــــــ[07 - 01 - 04, 09:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

حدث أحمد بن موسى بن بريدة، عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن بشير، عن الترمذي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: اجتمعت الجهمية إلى عبد الله بن طاهر يوماً، فقالوا له: "أيها الأمير، إنك تقدم إسحاق وتكرمه وتعظمه، وهو كافر يزعم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ويخلو منه العرش".

قال: فغضب عبد الله وبعث إلي، فدخلت عليه وسلمت، فلم يرد علي السلام غضباً، ولم يستجلسني، ثم رفع رأسه وقال لي: "ويلك يا إسحاق ما يقول هؤلاء؟ " قال: "قلت: لا أدري"، قال: "تزعم أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ويخلو منه العرش؟ " فقلت: "أيها الأمير، ليست أنا قلته، قاله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن الأغر - أبو مسلم - أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: "ينزل الله إلى سماء الدنيا في كل ليلة فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". ولكن مرهم أن يناظروني".

قال: فلما ذكرت له النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - سكن غضبه، وقال لي: "اجلس"، فجلست، فقلت: "مرهم أيها الأمير يناظروني"، قال: "ناظروه"، قال: فقلت لهم: "يستطيع أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه العرش أم لا يستطيع؟! " قال: فسكتوا وأطرقوا رؤوسهم. فقلت: "أيها الأمير، مرهم يجيبوا"، فسكتوا، فقال: "ويحك يا إسحاق، ماذا سألتهم؟! "، قال: قلت: "أيها الأمير: قل لهم يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش، أم لا؟ " قال: "فأي شيء هذا"، قلت: "زعموا أنه لا يستطيع أن ينزل إلى أن يخلو منه العرش: فقد زعموا أن الله عاجز مثلي ومثلهم، وقد كفروا، وإن زعموا أنه يستطيع أن ينزل ولا يخلو منه العرش: فهو ينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء، ولا يخلو منه المكان".

المصدر: شرح حديث النزول، لابن تيمية، ص184 - 186.

ـ[عبد المحسن العبدالعزيز]ــــــــ[07 - 01 - 04, 09:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

روى أبو بكر الأثرم، في السنة، قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث - يعني العبادي - قال: حدثني الليث بن يحيى، قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث، يقول: سمعت فضيل بن عياض يقول: إذا قال الجهمي: "أنا أكفر برب يزول عن مكانه"، فقل: "أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء".

المصدر: شرح حديث النزول، لابن تيمية، ص154؛ قال المحقق: أخرجه: ابن بطة في الإبانة الكبرى، كما في مختصر الإبانة، ص198، من طريق إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل.

ـ[عبد المحسن العبدالعزيز]ــــــــ[07 - 01 - 04, 09:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني: أنبأنا عبد القادر الحافظ بحران، أنبأنا الحافظ أبو العلاء، أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ فقال:

سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}؟

فقال: "كان الله ولا عرش" - وجعل يتخبط في الكلام -،

فقلت: "قد علمنا ما أشرت إليه، فهل عندك للضرورات من حيلة؟ "

فقال: "ما نريد بها القول وما تعني بهذه الإشارة؟ "

فقلت: "ما قال عارف قط: رباه، إلا قبل أن يتحرك لسانه، قام باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق، فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت"،

وبكيت وبكى الخلق، فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح: "يا للحيرة"، وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل، ولم يجبني إلا: "يا حبيبي الحيرة الحيرة، والدهشة الدهشة".

فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: "سمعناه يقول: حيرني الهمداني".

توفي إمام الحرمين في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وله ستون سنة، وكان من بحور العلم في الأصول والفروع، يتوقد ذكاء.

المصدر: مختصر العلو، للألباني، ص276 - 277؛ وقال: وإسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ، وأبو جعفر اسمه محمد بن أبي علي الحسن بن محمد الهمداني مات سنة 531، وقد وصفه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/ 44) بـ"الشيخ العارف".

ويبدو لي أن هذه الحيرة كانت قبل استقرار عقيدة أبي المعالي الجويني على مذهب السلفي، بل لعلها كانت المنطلق إلى هذا الاستقرار الذي أبان عنه فيما سبق من كلامه في "الرسالة النظامية".

وما أشبه حاله بحال أبيه العلامة أبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني، فقد كان برهة من الدهر متحيراً في هذه المسألة "الاستواء" وسواها من مسائل الصفات، بسبب تأثره بعلم الكلام الذي تلقاه عن شيوخه، ثم استقر أمره - والحمد الله - على العقيدة السلفية فيها، كما شرح ذلك هو نفسه أحسن الشرح في رسالته القيمة في "إثبات الاستواء والفوقية" وهي مطبوعة في المجلد الأول من "مجموعة الرسائل المنيرية" (ص170 - 187). وإني لأستغرب كيف فات ذكر هذا الإمام على الحافظ الذهبي في جملة هؤلاء الأئمة الأعلام الذين قالوا بقول السلف في هذه المسألة الهامة، ولكن جل من لا ينسى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير