ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 08 - 05, 12:29 ص]ـ
شكر الله لك، ولعل توضيحكم يحتاج إلى توضيح:)
أما الآراء حول منشأ مصطلح التصوف فقد أوصلها بعضهم إلى ألف رأي (ليست هذه مبالغة بل حقيقة)! منها الاثنين الذين أشرت إليهما، والحق عند المحققين هو الأول، ولعل من أضعفها الأخير الذي أشرت إليه وهي أنها نشأت من ترجمة (سوفا) بمعنى الحكمة ومن أسباب ذلك على عجل:
- حركة الترجمة لم تقو إذ ذاك ولم يكن لها شيوع بين العوام ليشاع الاسم عنهم.
- ولم يكن لجل مشيختهم المنسوبين إليها ارتباطاً بالفلسفة حسب تراجم الأئمة لهم بل كان جلهم يرى الكلام من الشقائق التي لاينبغي أن تورد.
- ولبعضهم نصوص في تحذير الناس مما هو دون الفلسفة من العلوم الباطلة كالكلام.
- وهي مع ذلك نسبة لم يشر إليها أي أحد من متقدميهم مع أن بعضهم كما أسلفت بالغ في عدها، فهذه النسبة قول حادث متأخر في المسألة أول من قال به البيروني في القرن الخامس وليس هو من أهل علم الشرعي بل كانت له عناية بالفلسفة وغيرها من العلوم الطبيعية والتجريبية.
- كما أنهم لم يعرفوا التصوف بأنه الحكمة وإنما ربط تعريفه بأمور أخرى.
- وكل ما قيل فيرد النسب الأخرى يصح أن ترد به هذه النسبة فإن كانت النسبة إلى الصفاء أو الصفة لايصح الاشتقاق منها [الأصغر دون الأكبر والأوسط] فإن النسبة إلى سوفا لايصح فيها لا الاشتقاق الأصغر ولا أوسط ولا الأكبر!
أما الأقسام التي أشرتم إليها فليست أقسام الصوفية يرحمكم الله، وإنما هي أقسام الفناء، فبعضهم يعني به الفناء عن مراد السوى، وبعضهم يعني به الفناء عن شهود السوى، وبعضهم يعني به الفناء عن وجود السوى.
فالأول معنى صحيح، والثاني معنى بدعي قد يعذر مقارفه، والثالث معنى كفري يقول به ابن عربي وابن سبعين وأضرابهم من ملاحدة الصوفية كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم.
وأخيراً فإن الذين يعبدون القبور اليوم فيذبحون لها، ويدعون أصحابها، وينذرون ويحجون قاتلهم الله أنى يؤفكون، ففيهم من الصوفية المتأخرين أصحاب التصوف البدعي أو الكفري فئام، وفيهم من الرافضة جملة، وفيهم من أرباب الفرق الكفرية الباطنية كالبهائية والقاديانية ونحوها أعداد، وفيهم من مذاهب الضلال غير هؤلاء، وفيهم نفر من الجهلة العوام غير المنتسبين إلى أي من تلك الفرق كلها.
إلاّ أن ما يقطع به أنه ليس فيهم من أتباع المتصوفة الأوائل أرباب التصوف الصحيح أحد، فإن هذا خلاف المنقول عنهم ولاسيما الجنيد بن محمد سيد الطائفة العارف بالله عليه رحمة الله، والله أعلم.
ـ[حنبل]ــــــــ[25 - 08 - 05, 06:41 ص]ـ
بل هناك راي آخر هو اقرب إلى الصواب عندي يرى ضلال هذه الطبقة و انها كانت تستعمل التقية مع اهل السنة لذلك احسن بعض علماء اهل السنة الاجلاء رحمهم الله بهؤلاء المتصوفة.
و قد حدث نقاش بيني و بين الاخ حارث الهمام و هو له من الفضل ما له نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا نزكي على الله احدا و قد استفدت في لمحاورتي له جدا وانا الفقير من العلوم و انقطع الحوار بسبب حدوث خلل في المنتدى فوجدت هذه فرصة ملائمة لمتابعة الحوار.
مما قلته له في ذلك الوقت و انقطع الحديث عنده
و المتعمق فى دراسة الصوفية يلحظ شئ مهم هو.
1 - هنالك سر غريب يتواصون بكتمانه من غير أهلة.
2 - أهل هذا السر هم الصوفية
3 - هذا السر هو كفر و زندقة، يقتل من يبوح به على أنه مرتد عن الاسلام.
4 - يقسمون المجتمع الاسلامي إلى صنفين: أهل الشريعة و يسمونهم اهل الوظاهر أو أهل الرسوم أو أهل الاوراق أو العامة و أهل الحقيقة و هم الصوفية
5 - يتواصون دائما و فى كل زمان و مكان أن يظهرو لاهل الشريعة ما يوافقهم من الاحكام الإسلامية، و أن يكتمو عنهم ذلك السر ئلا تباح دماؤهم، و عندما يعبرون عنه يعبرون عن هذا السر بالالغاز و الرمز و الإشارة و العبارة المنمقة.
6 - لا يعرف هذا السر إلا بالذوق، أي يذوقه الانسان بنفسه.
7 - فى العادة يرمزون إلى الذات الإلاهية بأسماء مؤنثة مثل ليى و بثينة و غيرها.
و بما أن خلافنا اشده حول الجنيد كما ذكرت فهاك من كلامه ما يؤكد ذلك.
¥