مشهورة وعقد له مجلس يعرفه المهتمين، وتلميذه العلامة ابن عثيمين قام عليه البعض في مسألة المعية حتى ألف بعض الأفاضل النقول الواضحة الجلية في الرد على كلامه –وهو الحق- وقد رماه فيه –الشيخ الكريم- بما لاينبغي أن يذكر، وأنت تجد في رد بعضهم على العلامة السلفي المحدث الألباني ذكر أمور لاتنبغي أيضاً وقد بدرت من أفاضل. وكذلك ما قيل في كثير من الدعاة وهذا كله مما لايحسن تفصيله بل ولا نشره.
وإذا كان الأمر كذلك فلابد أن يستقيم منهجنا في الحكم على الأشخاص، وإلاّ فإني قد رأيت أناساً ينسبون إلى العلم أو طلبه في أصقاع مختلفة من العالم ذهبوا إلى تكفير بعض من ذكرت لك ههنا أو تبديعهم ولست أدري أي قدمان تحمل أمثال هؤلاء إذا وقوفوا بين يدي الله خصوم مع أولئك!
- أخي الفاضل أختم كلامي هنا بما قرره العلامة عبدالرحمن المعلمي فهي بحق قواعد تكتب بماء الذهب في رده على الكوثري لما كتب تأنيب الخطيب، على ما ذكره من نقول في حق الإمام أبي حنيفة، فاتخذ الكوثري من ذلك –الدفاع عن أبي حنيفة- باباً للطعن في السنة ورجالاتها فأعمل جهده وبذل علمه لأجل تضعف الصحيح والحط على من حط على الإمام أبي حنيفة من ألأئمة.
فكان فيما ذكر المعلمي –وهو منهج ينبغي أن يسلكه من أقحم نفسه في الحكم على الأشخاص- قوله:
"ولا يلزم من تثبيتي ثقة رجل من رجال السند ثبوت ثقة غيره، بل الأمر أبعد من ذلك، فإن المقالة المسندة، إذا كان ظاهرها الذم أو ما يقتضيه لا يثبت الذم إلا باجتماع عشرة أمور:
الأول: أن يكون الرجل المعين الذي وقع في الإسناد ووقعت فيه المناقشة ثقة.
الثاني: أن يكون بقية رجال الإسناد كلهم ثقات.
الثالث: ظهور اتصال السند تقوم به الحجة.
الرابع: ظهور أنه ليس هناك علة خفية يتبين بها انقطاع أو خطأ أو نحو ذلك مما يوهن الرواية.
الخامس: ظهور أنه لم يقع في المتن تصحيف أو تحريف أو تغيير قد توقع فيه الرواية بالمعنى.
السادس: ظهور أن المراد في الكلام ظاهره.
السابع: ظهور أن الذام بنى ذمه على حجة لا نحو أن يبلغه إنسان أن فلاناً قال كذا أو فعل كذا فيحسبه صادقاً وهو كاذب أو غالط.
الثامن: ظهور أن الذام بنى ذمه على حجة لا على أمر حمله على وجه مذموم وإنما وقع على وجه سائغ.
التاسع: ظهور أنه لم يكن للمتكلم فيه عذر أو تأويل فيما أنكره الذام.
العاشر: ظهور أن ذلك المقتضي للذم لم يرجع عنه صاحبه. والمقصود بالظهور في هذه المواضع الظهور الذي تقوم به الحجة.
وقد يزاد على هذه العشرة، وفيها كفاية.
فهذه الأمور إذا اختل واحد منها لم يثبت الذم، وهيهات أن تجتمع على باطل". انتهى كلامه يرحمه الله
فهل حققت المسألة الأولى؟ لعل الذي يظهر: بعد تأمل جل ما نقلته لا.
وعوداً إلى بدء لنكمل ما عُلق من موضوع بدأت نقاشكم فيه ولم تكملوه، وهو الحديث عن حال الجنيد في ردك قبل السابق، والحديث بعدها ذو شجون نعود فيه إلى هذا فأرجو أن لاتخرج عن الموضوع الأول، وأعدك بأن نعود إلى هذا بعد:
- فهل أفهم من تخطيكم للرد عما سألتكم عنه حول الجنيد هل أفهم من ذلك تسليمكم بأن ما نقله أبو طالب عن الجنيد وما حكاه غيره مما ذكرتم أقوال كأقوال كثير منهم ليس لها خطام أو زمام؟ وعليه لايصلح الحكم على إنسان بالبدعة فضلاً عن الزندقة بها؟ أم أنكم تستطيعون إثباتها؟ أو تجهلون حالها؟
في انتظار الجواب ليتسنى الانتقال إلى ما أثرتموه من أقوال (تحكى) عن بعض الأئمة بشيء من التفصيل.
وأرجوك ثم أرجوك لاتشعب الحديث حتى ننتهي مما نحن فيه.
وفقك الله لما فيه رضاه والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[حنبل]ــــــــ[01 - 09 - 05, 12:46 م]ـ
الاخ العزيز الحارث الهمام ................
اخي هذا رد سريع وبعد ان اقرأ كلامك بتدبر و تأمل سأرد ....................
اولا اخي انا لم اتراجع عن ما نقل عن الجنيد و لكن اردت ان اقفز إلى النقطة التي بعدها و التي جزمت بإستحالة إثبات ضلال كل هذه الطبقة فأردت ان اثبت لك انه إذا كان هذا ممكن فغيرة امكن و اسهل إن شاء الله.
ثانيا: انا لم اكفر الطبقة الاولى و لكن اقول كما قال ائمة اهل السنة و الذي حاولت ان تصرف كلامهم عن حقيقته بتكلف انهم ليسو من اهل السنة و إنما هم إلى البدعة اقرب كما قال الامام احمد و ابوزرعة و الشافعي - راجع الرابط الذي وضعته لك بخصوص صحيح الاخبار فى الرد على زعم الصوفية ان طبقتهم الاولى طبقة الاخيار - وراجع حواري معك في منتدى انا مسلم يتبين لك ذلك ايضا
ثالثا: ان رمي الائمة للحارث المحاسبي لم يكن بسبب خوضه في الكلام فقط بل في الكلام حول الخطرات والوساوس و كلام ابو ذرعة واضح و هي من تأليفات التصوف و ليس اهل الكلام و للامام احمد كلام حول جرحه بسبب قصصه التي لا خطام لها و لا ذمام لعلي اتيك به.
رابعا: اراك اخي تطالبني بالسند عند الكلام عن الجنيد و امثالة ثم تنقل انت عنهم من غير سند فارجو منك ايضا عند نقل اقوالهم ان يكون مسندا.
خامسا: اخي قد استفاض و اشتهر عن الامام احمد ذمه للصوفية و لا اعتقد ان هذا يخفى عليك و قد تكلم بذلك غير واحد من ائمة الحنابلة وابن حجر عندما تكلم عن بعد الاثار التي دسها الصوفية عليه.
واخيرا اثمن لك اخي غيرتك علي ان اقع في مذالق ما ينبغي ان يقع فيها من ينتسب إلى اهل السنة و الله يعلم ان نقاشي معك سببه هذا الشئ أريد ان اصل إلى حقيقة الامر هل هو كما قاله الائمة ام كما قاله شيخ الاسلام و لكني اخي لا اخفيك القول ان تفنيدك لاقوال الائمة مبدئيا لم يشفي في شئ فإن كان عندك اضافة فلتضفها الان ...............
¥