4 - نعم أطالبك بالسند لأنك أنت من يريد أن يثبت على من ثبت له عقد الإيمان حكم بكفر أو زندقة أو بدعة، فمن الطبيعي أن تأتي أنت بالسند لا من يبقى لهم أصل عقد الإسلام ويستصحب ظاهر البراءة الأصلية فيهم. ومع هذا فلا منع من أن أنقل لك النصوص المسندة الثابتة الصحيحة في الثناء على بعض رجالاتهم الذين تحمل عليهم، ولا أمانع كذلك في نقل النصوص الصريحة الجلية الثابتة عن أولئك الطبقة والتي تبين التزامهم بالكتاب والسنة وبراءتهم من ما خالفهما، مع أنه يلزمك التفريق والإثبات حتى وإن لم أنقله لك في ذلك شيئاً. بل يلزمك أمر آخر غير إثبات ذم فلان لهم ليتحقق ذمهم على ما بان في النقل عن المعلمي. فإذا قلت لك: ثبت تكفير أبي حنيفة عن فلان من سلف، فلا يجوز لك أن تقلده بالتكفير حتى يتبين لك وجه تكفيره له، ويثبت عندك صحة التكفير به، وبغير هذا لايجوز لك اتباعه في تكفيره أو رميه بالزندقة أو البدعة ونحو ذلك.
5 - أما الإمام أحمد فلم أر عنه نقلاً يذم فيه الصوفية بإطلاق، ولعلك تنقل للإخوة بعض ما يفيد مما ذكرتم أنه اشتهر غير خبر هجره للحارث بسبب الكلام لا ما كان عليه من سلوك، وغير ما حكي عن هجره لسري لما في ما ذكره عن حبيش من إجمال قد يفهم منه القول بخلق القرآن، ولم يكن هجره في هذا الذي يحكى لأجل سلوكه وزهده!! [بالمناسبة أنا لم أأول كلام السري وإنما نقلت كلام شيخ الإسلام فيه فأنا ناقل لست إلا وأما تراجعه وذكره أنه كان آثراً فهذا نصه وليس تأويلاً مني!! - هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد وقفت للإمام من النقول الثابتة المسندة في مدح بعض أئمتهم ما يمكن أن يذكر في محله وحينه.
6 - أما كلام الأئمة فمن أنا حتى أفنده!! وهل يفند مثلي قول الشافعي أو أحمد أو أبو زرعة أو ابن مهدي!! سبحان الله؟!
إذا عَيّر الطائي بالبخل مادرٌ * وعير قُساً بالفهاهة باقلُ!
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة * وقال الدجى ياصبح لونك حائل
وطاولت الأرضُ السماءَ سفاهة! * وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ
فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويانفس جُدّي إن دهرك هازلُ
وإنما صاحبك مبرئ للأئمة من أن يلزق بهم قول بغير سند صالح، ناقل كلام بعضهم في التعليق على آراء بعضهم، وقد يلجأ المرء لأن يختار ما دل عليه الدليل إذا اختلف الأئمة الأعلام مع التماس العذر لهم ومعرفة حقهم وقدرهم.
هذا وأسأل الله ان يرزقني وإياك العدل والإنصاف، وأن يجعلنا هداة مهتدين للسنة متبعين وإليها داعين وفقاً لمنهج الأولين من السلف الصالحين، وإلى حين ألقاك أستودعك الله فالسلام عليك.
ـ[حنبل]ــــــــ[02 - 09 - 05, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله حمدا لا ينفد واصلي واسلم على النبي احمد و على آله و صحبة و من تعبد ثم اما بعد
الاخ الغالي الحارث الهمام جزاه ربي الجنة.
قد استغربت قولك الذي قلت فيه "لئن كان أقوام من جهلة الصوفية قد بنو أعمالهم على أمور لاتثبت فأخشى أن تكون ممن بنو أحكامهم على أمور لاتثبت وهذا باب خطر عليك عظيم، فمن قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما، ومن هذا الضرب الرمي بالزندقة أو القبورية ونحوها من الكفريات ولاسيما أن الكلام في معينين."
و ذلك لامرين:
اولهما: لعلك تذكر جيدا في حواري السابق معك و ما نقلته اعلاه أني لا ارمي الطبقة الاولى بالقبورية و لا اذكر اني في يوم من الايام ذكرت ذلك لاني اعلم علم يقيني ان القبورية ظرت بعد هذه الطبقة بمراحل كثيرة و قرون عديدة و لكن كل كلامي حول هذه الطبقة كان منصبا في أنها مخالفة للسنة ولا يعتبرون من اهل السنة ولا زلت عند قولي بسبب ما سقته لك من ادلة.
ثانيهما: بعد كل ما سقته لك من ادلة و عجزك عن تفنيد جرح الائمة لهذه الطبقات المتقدمة للصوفية تدعي أني قد بنيت حكمي على امور لا تثبت مع انك إلى الان لم تأتي بدليل واحد على أن هذه الطبقة تعتبر من اهل السنة ولم تأتي بكلمة ثناء واحدة صحيحة في حق الصوفية من قبل الائمة حتى و إن كانت في حق الطبقات الاولى.
ثم زاد استغرابي عندما رأيتك تنكر ثبوت ما ذكرة الامام مالك في حق الصوفية بسبب رواية و تغفل رواية صحيحة اخرى تساندها و تعضدها.
¥