تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا هو الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28486

أما القشيري! فأين أثنيت عليه في كلامي وأنا أعرف أنه مخالف للسلف في مسائل من الاعتقاد!

كل ما هناك أني نقلت عنه كما نقل أخٌ كريم عن ابن الجوزي وهو مثل القشيري عليه مآخذ في الاعتقاد وحسبك بدفع شبه التشبيه شاهداً، بل بما أشار إليه في تلبيس إبليس من تلبيسه في العقائد، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية ذكره بكلام شديد لايحسن أن أسترسل فيه فعفى الله عنه ورحمه.

وليس في كلامي تعظيم للقشيري بل هناك تعظيم ممن ينقل عن ابن الجوزي ذمه للصوفية!

بل قد ذكرت القشيري في معرض النقد وبينت أنه دون الأوائل حتى في العلم بطريق الصوفية المتقدمين المستقيمين.

بينما يصف آخرون ابن الجوزي –وهو على عقيدة التفويض والقول بجواز التبرك غفر الله له ورحمه وتجاوز عنا جميعاً- بالإمامة؟! فأسألك بالله من كان أجدر بإنكارك؟ وأنت أهل للإنصاف إن شاء الله.

وقولك: "وأمّا أبو نُعيم فإنّ الإمام ابن مندة كان معاصراً له ومن بلده وكانا يُكفّران بعضهما! والحديث في هذا يطول ولا أريد أن أفتح هذا الباب".

إذا لم ترد أن تفتحه فلماذا تذكره!!

وعلى كل ثناء العلماء على أبي نعيم معروف إن فتحت الباب نقلته لك.

قلتم: "ولكن أحببتُ أن أقول للأخ حارث أنني أظن أني فهمت مرادك وكان يكفيك أن تقول ... " إلخ.

هذا فيه شيء من مرادي، ليس كله باطلا، وليس كله صوابا.

ومع أني أشرت إلى مرادي مراراً إلا أني أكرره هنا حتى لا يتأول عني مراداً لا أريده:

1 - لا يحل لي أن أرى أحداً يخوض في أعراض بعض الصالحين المرضيين من مقدمي هذه الأمة ويتهمهم بالزندقة وينقل الأقوال في ذلك ثم أسكت عن بيان عوارها إيثاراً للسلامة. وكان جدير بك –أخي الكريم- أن تذب أنت عن أعراضهم طالما أن رأيك حسن فيهم تعذر مخطأهم باجتهاده أو على الأقل تنكر وصفهم بالزندقة ورمي بعض من سموا بالبدعة.

2 - الحق الذي يظهر للمتأمل بعد البحث أن الطبقة الأولى من أئمة أولئك القوم المنتسبين المنسوبين للتصوف كانوا من أهل السنة في الجملة، وأن طريقهم الحق فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمة:"والتحقيق فيه أنه مشتمل على الممدوح والمذموم، كغيره من الطريق، وإن المذموم منه قد يكون اجتهادياً، وقد لا يكون، وإنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي، فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة، و القاعدة التي قدمتها تجمع ذلك كله، وفي المتسمين بذلك من أولياء الله وصفوته وخيار عباده مالا يحصى عده، كما في أهل الرأي من أهل العلم والإيمان من لا يحصى عدده الا الله، والله سبحانه أعلم"، ومن رمى جمهور هؤلاء بالبدعة فليس معه حجة تقوم على ساق، بل لم يسبقه بذلك إمام عارف بالمذاهب، وهذا البرزلي ينقل التفريق كما مر، وشيخ الإسلام كذلك، وابن ناصر الدين من بعده، بل الشاطبي أيضاً وقد مر، وأبو اليسر محمد بن محمد بن عبدالكريم في كتابه أصول الدين، وغيرهم من أئمة المسلمين، وأما المعاصرين فحسبك بكلام العلامة ابن جبرين، والعلم ابن إبراهيم، وقد نقلت عن غيرهم من الأعلام الدين الموثوقين في هذا العصر ولا بأس في نقل المزيد إن كان يجدي.

3 - ومن مرادي أن أقول ليس السب والشتم والجور وتعميم الأحكام بغير برهان هو سبيل أهل السنة، فهم يعرفون الحق ويرحمون الخلق، وليس هو طريق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فلا يسلم طريقاً مرضيا يسلك في دعوة المتأخرين، هذا أشبه بصنع المحاربين لا الدعاة المشفقين، وقد وجدت بالتجربة أن هؤلاء المساكين -الذين ينبغي أن ننظر إليهم نظرة إشفاق ورحمة لما وقعوا فيه من بدع منكرة بل مكفرة- من أكثر ما يساعد على دعوتهم هو تقرير الحق الذي قيل من الثناء على أئمتهم المتقدمين وبيان مخالفتهم له وصاحبك صاحب تجربة في هذا. وبالمقابل ليس اختلاق المعارك وتعميم الأحكام على المتقدمين سبيل يقدم أو يفيد في دعوة هؤلاء المتأخرين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير