4 - وأضيف رابعاً ألا وهو أن عامة المتصوفة الأوائل من جملة عامة أهل السنة، وكما أن عامة أهل السنة تؤثر عنهم أفعال منكرة، وبدع شنيعة لاتخرجهم من جملة أهل السنة لجهلهم أو غيره فعامة الصدر الأول من عوام الصوفية نحوهم، ومن قرأ بعض كتب السير وجد ابن كثير يشير إلى أفعال منكرة بدعية قبيحة وينسبها لجهلة أهل السنة. فمنع إثباته الجهل نزع اسم السنة عنهم.
هذا ولعلي أتبع هذا الرد بتعقيب مستقل أذكر فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض هذه المعاني.
وفي الختام أكرر شكري لكل من عقب ومن سيعقب وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإنصاف، واقتفاء سبيل أهل السنة في الحكم على الرجال، وأن يمن علينا بدين وسوطاً لاهابطاً هبوطاً ولا ذاهباً شطوطاً.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 09 - 05, 07:06 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فبعض الإخوة وفقهم الله رغم إحالاتي المتكرر على كلام المشايخ المحققين قديماً وحديثاً، يظن أن ما أسطره هنا من كيسي! أو أني حدث قولاً ما قال به سلفنا الصالح رحمة الله عليهم.
مع أنه هو ما يقوله محققوا الإسلام قديماً وحديثاً، وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وأنقل فيما يلي من مجموع كتبه عليه رحمة الله نقولاً تبين منهجه في الحكم على الصدر المتقدم من الصوفية وأئمتهم، ليرى بعدها، هل ما قررته هو قول شيخ الإسلام أم أن الحق مع من أنكر النسبة إليه، واعتسف حمل كلامه على ما لايمكن أن يحمل عليه. وبعد قراءتك -أخي الكريم- هذه النقول لعلك تستطيع أن تحكم بجلاء:
- هل حكم شيخ الإسلام على أفراد مع تبديعه طريقهم وطائفتهم في الجملة؟ فضلاً عن رميهم بالكفر والزندقة!
- أم هو حكم على عامة ذلك الجيل؟
مع التنبيه هنا مرة أخرى على أن الحديث عن أمة خلت لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت، ولايتناول واقع أدعيائهم اليوم، وأن ذلك الصدر المتحدث عنه فيهم العوام ولهم أفعالهم المنكرة والتي تصدر من عموم جهلة أهل السنة، كما أشير إليه في آخر الرد قبل هذا، وأن أئمتهم فيهم المجتهد المصيب، والمجتهد المخطئ المعذور وغير المعذور.
وبعد قال شيخ الإسلام:
"معرفة أصول الأشياء ومبادئها، ومعرفة الدين وأصله وأصل ما تولد فيه من أعظم العلوم نفعاً، إذ المرء ما لم يحط علما بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في قلبه حسكة".
[حارث همام: إي والله صدق]، ثم قال: "وكان للزهاد عدة أسماء، يسمون بالشام الجوعية، ويسمون بالبصرة الفقرية والفكرية، ويسمون بخراسان المغاربة، ويسمون أيضاً الصوفية والفقراء.
والنسبة في الصوفية إلى الصوف لأنه غالب لباس الزهاد، وقد قيل هو نسبةً إلى صوفة بن مراد بن أد بن طابخة قبيلة من العرب كانوا يجاورون حول البيت ... ".
وفي هذا بيان أن أول أول أمر الصوفية هو الزهد، وهذا منقول عن كثير من الأئمة، والميل إلى الزهد الأصل ألايبدع صاحبه.
ثم قال: "وقد تكلم بهذا الاسم قوم من الأئمة كأحمد بن حنبل، وغيره، وقد تكلم به أبو سليمان الداراني، وغيره، وأما الشافعي فالمنقول عنه ذم الصوفية، وكذلك مالك فيما أظن، وقد خاطب به أحمد لأبي حمزة الخراساني، وليوسف بن الحسين الرازي، ولبدر بن أبى بدر المغازلي.
وقد ذم طريقهم طائفة من أهل العلم ومن العباد أيضا، من أصحاب أحمد، ومالك، والشافعي، وأبي حنيفة، وأهل الحديث والعباد ومدحه آخرون.
والتحقيق فيه أنه مشتمل على الممدوح والمذموم كغيره من الطريق وأن المذمم منه قد يكون اجتهادياً، وقد لا يكون، وأنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي، فإنه قد ذم الرأي من العلماء والعباد طوائف كثيرة، و القاعدة التي قدمتها تجمع ذلك كله، وفى المتسمين بذلك من أولياء الله وصفوته وخيار عباده مالا يحصى عده، كما في أهل الرأي من أهل العلم والإيمان من لا يحصى عدده إلا الله، والله سبحانه أعلم".
هذا نص شيخ الإسلام، فهل يفهم أن هؤلاء مبتدعة عنده من هذا الكلام؟ وهل يتحدث هنا عن أشخاص أم عن طريقهم؟
¥