تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - وقال: "والوقوف عند هذا الجمع، هو الذي أنكره الجنيد وغيره من أئمة طريق أهل الله أهل الحق".

فهل يكون إمام طريق أهل الحق مبتدعاً، أو متلبساً ببدع يمنع الجهل أو غيره إنزالها عليه؟!

فائدة حول من هجر منهم، ماذا يُقال عنهم؟

"ومن هذا الباب هجر الإمام أحمد للذين أجابوا فى المحبة قبل القيد، ولمن تاب بعد الإجابة، ولمن فعل بدعة ما، مع أن فيهم أئمة في الحديث والفقه والتصوف والعبادة.

فإن هجره لهم والمسلمين معه لا يمنع معرفة قدر فضلهم، كما أن الثلاثة الذين خلفوا، لما أمر النبي [صلى الله عليه وسلم] المسلمين بهجرهم لم يمنع ذلك ما كان لهم من السوابق، حتى قد قيل إن اثنين منهما شهدا بدراً، وقد قال الله لأهل بدر: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

وأحدهم كعب بن مالك شاعر النبي [صلى الله عليه وسلم]، وأحد أهل العقبة، فهذا أصل عظيم فإن عقوبة الدنيا المشروعة من الهجران إلى القتل، لا يمنع أن يكون المعاقب عدلاً، أو رجلاً صالحا كما بينت من الفرق بين عقوبة الدنيا المشروعة والمقدورة، وبين عقوبة الآخرة، والله سبحانه أعلم".

فهل يحق لمحتج أن يحتج بعد هذا على إخراج تلك الطبقة من جملة أهل السنة بهجر إمام لأحدهم، أو تحذير آخر لفرد منهم، على ما فيه من تعميم بغير مسوغ، وأخذ للجميع بجريرة الواحد، مع أن البقية المخرجين عن السنة! ربما أنكروا عليه كما أنكر عليه الإمام.

وقال في كلام له عن الإحياء: "وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه، وقالوا مرضه الشفاء، يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم، وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب، ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يرد منه فلهذا إختلف فيه إجتهاد الناس وتنازعوا فيه".

وشاهدي ما لونته ليس إلا وهو دال على مرادي.

وممن أثنى عليهم وبرأهم من اعتقاد الأشعرية والكلابية في موطن واحد:

"فأما المشايخ الذين عاصرناهم والذين أدركناهم [يعني القشيري] وإن لم يتفق لنا لقياهم مثل الأستاذ الشهيد لسان وقته وواحد عصره أبى على الدقاق، والشيخ شيخ وقته أبى عبد الرحمن السلمي، وأبى الحسن علي بن جهضم، مجاور الحرم، والشيخ أبى العباس القصاب بطبرستان، وأحمد الأسود الدينوري، وأبى القاسم الصيرفي بنيسابور، وأبي سهل الخشاب الكبير بها، ومنصور بن خلف المغربي، وأبى سعيد الماليني، وأبى طاهر الجحدري قدس الله أرواحهم وغيرهم.

فإن هؤلاء المشايخ مثل أبى العباس القصاب، له من التصانيف المشهورة في السنة، ومخالفة طريقة الكلابية الأشعرية ما ليس هذا موضعه.

وكذلك سائر شيوخ المسلمين من المتقدمين والمتأخرين، الذين لهم لسان صدق في الأمة، كما ذكر الشيخ يحيى بن يوسف الصرصري، ونظمه في قصائده، عن الشيخ على بن إدريس شيخه، أنه سأل قطب العارفين أبا محمد عبد القادر بن عبد الله الجيلي فقال: ياسيدي هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل فقال ما كان ولا يكون.

وكذلك نقل الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد السهروردى، وحدثنيه عنه الشيخ عز الدين عبد الله بن أحمد بن عمر الفاروثي، أنه سمع هذه الحكاية منه، ووجدتُها معلقة بخط الشيخ

موفق الدين أبي محمد بن قدامة المقدسي، قال السهروردي كنت عزمت على أن أقرأ شيئا من علم الكلام وأنا متردد هل أقرأ الإرشاد لإمام الحرمين، أو نهاية الإقدام للشهرستاني، أو كتاب شيخه، فذهبت مع خالي أبي النجيب وكان يصلى بجنب الشيخ عبد القادر، قال فالتفت الشيخ عبدالقادر وقال لي يا عمر! ما هو من زاد القبر ما هو من زاد القبر! فرجعت عن ذلك.

فأخبر أن الشيخ كاشفه بما كان في قلبه، ونهاه عن الكلام الذي كان ينسب إليه القشيرى ونحوه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير