لقد افتتحتُ كلامي بوجوب التحري والتوثق قبل الإقدام على إطلاق حكم الكفر أو الزندقة أو الفسق على أي مسلم، وأعدتُ التأكيد على هذا الأمر في أثناء كلامي ثمّ ختمتُ كلامي به أيضاً ولم أصف أحداً بكفرٍ أو زندقة في مشاركتي كلّها!
ولكن الأخ حارث همام كان؛فيما يبدو؛ يقرأ كلامي من خلال المساجلات التي تجري بينه وبين الأخ حنبل وغيره، ولذلك فهو يردّ على كلامٍ في مخيلته ولكن ينسبه لي ويردّ عليّ به!!!
فها هو يقول لي:
1ـ " .. أذكّرُكَ غفر الله لك بأن الحكم على الأشخاص بزندقة أو كفر أو بدعة أو فسق أو معصية، حكم شرعي لايقال بغير دليل، ولايقبل من كل دعي، (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ".
2ـ "وأنت تقول الصوفية متقدمهم ومتأخرهم زنديق، والشافعي يقول من أحدث التغبير زنديق،
وكل هذه الآثار لاتدل على ما ذهبت إليه من حكم على القوم بالقبورية والزندقة."
3ـ " .. والحاصل إذا أردت أن تستأنس بالأشعار والأقوال فلك ذلك، أما إذا أردت أن تحتج بها في الكفر والإيمان، والبدعة والفسوق، والحلال والحرام عند منازع لك في بعضها فأنت مطالب عندها بالتثبت. "
4ـ " وهل تثبت عنه كل ما ينسب إليه من المجاهيل وما كذب عنه بدعوى الاستفاضة! أم تتحرى عندما تنسب بدعة أو كفر إليه؟ "
5ـ " وكان جدير بك –أخي الكريم- أن تذب أنت عن أعراضهم طالما أن رأيك حسن فيهم تعذر مخطأهم باجتهاده أو على الأقل تنكر وصفهم بالزندقة ورمي بعض من سموا بالبدعة."
فلا أدري على أي شيء اعتمد الأخ حارث في اتهامه لي؟؟ مع أنّه يُنادي بالذب عن أعراض المسلمين، أفلا يراني منهم؟ لماذا كل هذا الهجوم وهذه الاتّهامات الباطلة؟ ولماذا هذه اللهجة في الخطاب؟ وأين التثبّت؟ و لم يمض على كلامي إلا أيّام، والحمد لله مازال موجوداً كما هو، فهلاّ أشار الأخ همام إلى المواضع التي فهم منها خلاف ما أريد؟ مع أنّ كلامي واضح وبسيط!
ثمّ وبعد سلسلة التهم الظاهرة بزعمه! ينتقل الأخ حارث همام إلى سلسلة التهم الباطنة التي أُخفيها في نفسي بزعمه، ولكنّه؛ فيما يبدو؛ قد اطّلع عليها. فها هو يقول لي:
1ـ " ثم قال الذهبي في ختام ترجمته: "رحمه الله وأين مثل الجنيد في علمه وحاله". فهلا أشرت إليه غفر الله لك."
2ـومن العتاب الذي ينبغي أن يوجه هنا لأخينا الفاضل أبو إدريس:
1 - نقلتم فتوى الشاطبي عن المعيار المعرب لتستدلوا بها على إنكار مالك على صوفية ذلك العصر، ولا أدري لماذا تغافلتم عما نقله قبيل قول مالك من كلام الحارث المحاسبي –قال حارث الهمام: وهو في رسالة المسترشدين- نفسه مستدلاً به على نكارة ما جاء في الفتوى الموجهة إليه من صنيع أولئك المتأخرين؟! ألأن هذا يثبت سلامة أئمة ذلك الصدر من تلك البدعة؟ أرجو أن لايكون كذلك! "
3ـ " وإذا كان الأمر كذلك فأبن –أيها الشيخ الكريم- كيف أنزلت كلام الإمام الشافعي على أئمة تلك الطبقة؟ والانصاف عزيز." انتهى ....................
وأقول: أهذا هو المنهج العلمي الذي ينهجه أهل السنّة؟؟!!
كيف سمح لنفسه الأخ حارث أن يدخل إلى باطني فيطلق عليه الأحكام كما يشاء؟؟!! ولا أظنه سيدّعي علم الغيب و ما يخفى!!
أولاً ـ كنتُ ولا أزال أكره للمرء أن يُنادي بأخلاق وشعارات ثمّ يستثني نفسه من العمل بها!
فإذا كان الأخ حارث يُنادي بتحسين الظن بالآخرين (رغم وجود الكثير من الأمور المريبة حولهم) فلماذا يستثني نفسه من هذا الخلق، ولم يُحسن الظنّ بي (رغم انعدام أي شبهة تساعد على إساءة الظن بي)؟؟ بل أجده يذهبُ بعيداً جداً في إساءة الظنّ بي ودون أي دليل، مع أنّه ينبغي له أن يُحسن الظنّ بي ولو وجد ما يساعد على خلافه، فكيف مع فقدانه؟؟!!!
ثانياً ـ أمّا المسألة الأولى فكان غرضي منها واضحاً: وهو تنبيهكَ إلى خطأ كبير وقعتَ فيه. وهو نقل ترجمة شخص على أنّها لشخص آخر. فقلتُ لك: إنّك نقلتَ ترجمة الإمام الذهبي والسمعاني وابن النجار لرجلٍ مُحَدّثٍ وجَعَلْتَها لرجلٍ آخر وهو الجنيد مع أنه يوجد بينهما قرون.
واعتمدتُ في تنبيهي لكَ على أمرٍ ظاهر ولم أتدخّل بباطنك! وقلتُ: إنّ ذلك حدث من قبيل الخطأ ولم أقل إنّك تعمّدتَ ذلك، ولم أغمز بك!
¥