تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 10 - 05, 03:24 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

طالعت مساء أمس متأخراً رد الشيخ الفاضل الحبيب أبو إدريس، وقد وجدته كما أشار في آخره تعليقات وإشارات، لم تحتو على تقريرات محررة وبحوث مطولة، وهذا التعقيب من قبيل ذلك الباب، فإن الوقت في هذه الأيام عزيز والاشتغال بالأولى فيه أولى، غير أني أرجو أن تتاح له فرصة بعيد رمضان يحرر فيها جوابه ويبسط فيها مقاله لعل ذلك يشجعني للتحرير والبسط والله من وراء القصد.

وأول ما أبدأ به هذا الرد أخي الفاضل هو تهنأتك بحلول الشهر المبارك، وأسأل الله أن يوفقك فيه لخير العمل، وأن يغفر لي ولك الزلل، وأرجو أن يكون لك من دعائي في أيامه ولياليه نصيب، وأرجو أن تكون أنت كذلك.

ثم ثانياً: ذكرت كلاماً فهمت منه إساءتي الظن بك، واتهامك بما أنت منه براء، وكان بإمكانك عفى الله عنك أن تنقل من كلامي نحو ما نقلت شيئا فيه حسن الظن بك، بل والإشادة مع الدعاء أيضاً. كما أن بإمكاني أن أحمل بعض عباراتكم في هذا الرد والذي سبقه نحواً مما حملته كلامي، ولكن حسن ظن بكم لا أفعله وليس هو موضوعي.

ثم أقول أخي الفاضل لك وللقراء الأكارم راجعوا الكلام الذي نقله الشيخ حول اتهامي له في سياقه فإن وجد فيه شيء لايمكن حمله إلاّ على ما فهم الشيخ فأنا أعتذر له منه، وأتحلله فيه، وأطلب منه في هذا الشهر العظيم أن يعفو ويصفح. ولو علمت أن مما يرضيكم تكرار ما سطرته من فرق بينكم وبين غيركم في المسألة، لفعلت.

أما ماذكرتموه في ثانياً، فأحيل فيه على الرد الماضي وكفى. وأنبه أنه ليس من لازم الاستغفار لك تأثيمك، ووالله لو وجدت منك استغفاراً لي هنا فإن ذلك يسعدني ولايسؤني.

وكذلك يقال في (وأما ثانياً) الثانية فأحيال على ما رددت به على الشيخ الكريم ليتأمل، هل تجدون في الاستفهام تهمة؟ ومع رجائي بأن لايكون الظن السيء قد حاق به يأبى الشيخ إلاّ أن يقول ما حاصله أني أقول قد حاق الظن السيء به. لا يا أخي أنا استفهمت وأنت هنا بينت من مرادك ما لم تبينه هناك، والحمد لله. ولو أبيت إلاّ أن تحمل كلامي على تهمتك وإساءة الظن بك، فمع أني أستطيع أن أحمل من كلامك هنا وهناك فيَّ مثله إلاّ أن ديني يأبى علي ظلمك، وحب رفع التهمة وسد مدخل الشيطان يأطرني للاعتذار عما فهمته مني، فاقبل عذري معتبراً سياق الحوار والموضوع مذ شرع وقصد المتناقشين فيه.

ولايفوتني قبل تجاوز هذه النقطة –وأرجو أن تحسن بي الظن في الطلب- وأنت القائل: "وإن شئتَ أرسلتُ لك تلك الرسائل"، أرجو أن ترسل لي تلك الرسائل وأأكد اعتنائي بهذا الطلب لأجل أن أستفيد منها، وجزاك الله خيراً مقدماً وأعدك بأنك لن تعدم فائدة أو تعليق قد يفتح الله به علي.

أما ثالثاً: فلماذا تبين لي أخي الكريم شيئاً قررته بنفسي في رد سابق وأجبت عليه بما لم تشر إليه؟ فنقل الإمام الشافعي الآنف أثبت صحته قبل نقلك بمدة طويلة، وبينت وجهه فيما أُرى، فلم يكن لتكراره في هذا السياق معنى. ولهذا لم يسبق إلاّ فهمي باعتبارك قارئ لما سبق والحديث في التعليق عليه إلاّ ما رددت به عليك.

أما عبارة الشافعي التي طلبت مني الجواب عليها فقد فعلت في الرد السابق، بل والذي قبله على استدلال الأخ الكريم حنبل بها، فليراجعه من أراد.

- أما مسألة الشيخ الجنيد، فقد نقلت عن الذهبي وشكرتك على التبيه ودعوت لك، إلاّ أني بينت بأن ذلك لايغير من حقيقة ثنائه عليه شيئاً فقد حكم على الجنيد في تاريخ الإسلام، وفي العبر، وفي السير، أفترضى بحكمه؟ أظنك كذلك.

أما إذا أردتم أن نناقش حال الجنيد بتفصيل، بعيداً عن القيال وقال، آخذين كلام أهل العلم، محققين في الأسانيد فلا بأس أن تسند لي ما صح عندكم في ذمه، وحينها أجيبك إن شاء الله، وأسند لك ما صح من كلامه في السنة، وما صح من ثناء ((أهل السنة)) عليه بما يكفي. ولن أخرج في حديثي عما نقلته لك من كلمة العلامة المعلمي رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير