تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" هناك شخصيّات ليست من الصحابة وإنّما من أعيان القرن الرابع وما بعده، عندما يصف الإمام ابن تيميّة أحدهم يقول رضي الله عنه! ويقول العارف بالله، ويقول قدّس الله روحه وأمثال هذه الكلمات. فهل إذا قال أحدهم إنّ كلمة رضي الله عنه خاصّة بالصحابة والسلف لم يستخدموها مع غيرهم، وكلمة العارف بالله وقدس الله روحه مُحدَثة لم تجري على ألسنة السلف! سيرضى الأخ حارث أم ستثور ثائرته؟ مع العلم أنّ كون ذلك مُحدَث لا يطعن بإمامة شيخ الإسلام ".

لا لن تثور ثائرتي أخي الحبيب، بل سأقول لمن قال ذلك ثبت العرش ثم انقش فعدم النقل ليس نقلاً للعدم، والدعاء بمثل هذا من جملة الدعاء الذي يحمل معان طيبة مشروعة فهو مشروع لايذم من دعى به إلاّ إذا التزمه لشخص فخصه به، وأرجو أن تكون قد فهمتني رضي الله عني وعنك، وقدس روحي وروحك.

ثم قال أخي الفاضل: " وختاماً أقول: والله العظيم إنني لم أتعرّض في حياتي كلّها للكلام في أمثال الجنيد أو السري وهذه أوّل مرّة أضطر فيها للخوض في هذه الأمور، ومع ذلك فأنا لم أنسبهما إلى كفر أو زندقة أو فسق كما يوهم كلام الأخ حارث، ولم تكن مشاركتي السابقة انتصاراً للأخ حنبل أو لغيره ولم تكن هجوماً على أحدٍ أبداً، وإنّما أحببتُ أن أوضّحَ مسألة كانتَ محلّ خلاف بين المتحاورين، ولم يكن غرضي إطلاق حكم على أحد من صالحي الأمّة التي خلَت، ويبدو أنّ الأخ حارث أساء فهمي جداً وحمّل كلامي ما لا يحتمل وصار يخاطبني وكأنني أنا صاحب عنوان الموضوع ".

أولاً ليتك سكت فقد كان السكوت أجدر وأسلم. ووالله ما أقوله تبكيتاً ولكن نصحاً وتمنياً لخير عظيم لك.

ثم ليتك لما تكلمت تكلمت بسنة قائمة أو آية محكمة أو كلام محرر تابث يصح به إخراج تلك الطبقة عن دائرة أهل السنة، وقد بينت في رد سابق على الأخ الكريم حنبل، بأن ما قيل وحكي فيمن تشهد لهم أنت رحمك الله بالإمامة أكثر من ذلك، فلم يقدح فيهم عند أهل العلم الراسخين فراجعه.

ثالثاً: أين قلت إنك تنسب الجنيد والسري إلى كفر وزندقة؟ وأين أوهمته، ألم أشكر لك عذرك لهم ولأضرابهم سابقاً؟ أما ما نقلته هنا فلأي شيء تنقله إن كانت تعلم أنه واه لايصح به حكم عليهم ببدعة، فضلاً عن الحكم على طبقتهم بها؟ أما كونك بينت هنا أن مرادك ذكر أن المسألة محل خلاف فهذا أمر مقرر قررته أنا قبل أن تعلق هنا، وما كنت لأفهمه لو لم تعلقه فإن هذه الأحاجي لاتساعد على ذلك، لأنك لم تثبت صحتها بل لاتثبتها فيما أفهم فكيف تدل على ذم لهم عند من نسبت إليهم؟ إلاّ إن كنت تعني بعض المعاصرين الذين لايميزون الغث من السمين.

فكيف وقد بينت في ردودي الأولى أني ما أكتب ما أكتب إلاّ دباً عنهم ومنعاً من التسرع في التكفير والتبديع والتفسيق لأمة خلت عامتهم من أهل السنة وليس كلهم. وأن الغرض نقد تعميم الحكم عليهم بخلاف الأصل وغير ذلك مما أشرت إليه في موضعه.

هذا وفي الختام أيها الشيخ الفاضل خلافي معك هنا (في هذه المسألة) لن يحملني على بخسك حقك ومعرفة قدرك وحسن قصدك وحسن الظن بك، ولن يدفعني هذا للتنازل عن رد رأيكم الذي قال به نفر من أهل العلم قبلكم لأن حاصله الحكم على طبقة بالبدعة وإخراجهم بها عن جملة أهل السنة -إلاّ نفراً سميتهم ونحوهم- بغير حجة مرضية، ولو كان كلامك في الشبلي أو البسطامي أو نحوهما حكمٌ على أفراد لايشمل عموم طبقتهم لكان لكلامكم وجه محتمل، أما وقد عممتم فإن الذب عن أولئك واجب ودين أتقرب إلى الله به، أرجو أن يذب الله به النار عن وجهي يوم القيامة، كما أن وصف من وصفهم بالزندقة، من الباحثين المعاصرين وللأسف بعضه مفهوم كلام دكاترة لا أدري كيف أجيزت أطروحاتهم! يشجعني على مواصلة ما كنت قد آثرت طويه من بسط الكلام في المسألة، ولعل الرد التالي أول هذا، فما سبق من تعليق عليكم، فكما قلتم أنتم هنا إشارات مختصرة، وطريق التحقيق طويل، فالله المستعان.

وقبل البدء أرجو منك ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير