[كتاب "لطائف المنن والأخلاق" للشعراني ج2. ص190ـ191].
وقد أخذت من بعض الإخوة كتاب اللطائف لتأكيد ما نقل أعلاه.
وقال أيضاً: (وكذلك دسوا عليَّ أنا في كتابي المسمى بالبحر المورود جملةً من العقائد الزائغة، وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين، وأنا بريء منها كما بَيَّنْتُ في خطبة الكتاب لمَّا غيرتها، وكان العلماء كتبوا عليه وأجازوه، فما سكنت الفتنة حتى أرسلت إِليهم النسخة التي عليها خطوطهم)
["اليواقيت والجواهر" ج1. ص8].
وقال في مقدمة كتابه (الأنوار القدسية): ((و قد ضمنت كل باب ما تقر به أعين الناظرين من قول السلف و الخلف إى عصرنا هذا. فأكرم بها من رسالة كلها نصح و أدب و لا أظن أن فيها كلمة واحدة يرمى بها. و أعيذها بالله تعالى من شر كل عدو أو حاسد يدس فيها ما ليس من كلامي فينفر الناس من مطالعتها، كما وقع ذلك في كتاب ""العهود" و في مقدمة كتاب "كشف الغمة" فإن بعض الحسدة لما رألى إقبال الحسدة على هذين الكتابين غار من ذلك فاستعار له نسخة من كل كتاب و دس فيها كلاماً ليس كلامي و سلكه في غضونها حتى كأنه المؤلف. ثم أعطى ذلك لبعض المتهورين في دينهم و قال أطلع العلماءعلى هذا الكلام المخالف لظاهر الشريعة الذي ألفه فلان! فلا يعلم عدد من استغابني إلا الله تعالى. مع إني بحمد الله سني محمدي .. و ما ألفت شيئاً من هذا الكتاب إلا بعد تبحري في علوم الشريعة الإسلامية و اطلاعي على مذاهب المجتهدين و أدلتهم. فكيف أخالفهم؟ و أعرف بعض جماعة يظنون إنني أعتقد ما دسوه في كتبي من العقائد الزائغةإلى وقتي هذا و ما منهم أحد يجالسني قط. فالله يغفر لهم جميعاً .. فإياك أن تصغيي لقولهم .. فإني بريء من جميع ما دسوه و بيني و بينهم يوم القيامة))
كتاب الأنوار القدسية - مكتبة المعارف بيرت - ص 18].
اهـ
بتصرف يسير
=================
أما كتاب الطبقات والذي حوى تلك الشنائع التي نقلت منها تلك النقولات القبيحة
فقد أعيد طبع الكتاب بتحقيق عبدالرحمن حسن محمود.
ووضع على غلافه: أول طبعه محققة في العالم.
ومما كُتب على الغلاف أيضاً: قوبلت هذه الطبعة على مخطوطة نادرة، ومقابلة قراءة كاملة على طبعة بولاق عام 1292 هـ، وعدة مخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف، وهي خالية تماماً من التحريف والتخريف.
الناشر: مكتبة الآداب، 42 ميدان الأوبرا ـ القاهرة ت: 3900868
الطبعة الأولى. 1414 هـ ـ 1993 م وحقوق الطبع محفوظة لمكتبة الآداب.
ومما قاله المحقق في مقدمته للكتاب صفحة رقم 25، تحت عنوان:
كتاب ((الطبقات الكبرى)) والكذب على الشيخ رحمه الله ورضى الله عنه
ما نصه:
((وأما ما كذب على الشيخ الشعراني في هذا الكتاب " لواقح الأنوار في طبقات السادة الأخيار " فكثير، وقد مكننا الله تعالى من الاطلاع على تراجم نظيفة أثبتناها في نسختنا هذه، وأشرنا إلى كلٍ في موضعه.
إن النسخة التى كتبها الشيخ بيده رحمه الله تعالى قد فقدت، أو هى في سرداب من سراديب المكتبات، أو أضاعوها ليتمكنوا من دس ما يمكن دسه فيما تنسخه أيديهم.
والنسخ الموجودة في بعض تراجمها زيادة عن المطبوع أو نقص، فما رأيت فيه مخالفة تستحق أن تظهر: نقلته برمته، بدلاً عن ما في النسخ المطبوعة، وما لا: تركته كما هو، وإليك بعض من المخالفات الواضحة:
وذكر الكثير من الأمثلة
ومنها:
* فى ترجمة الشيخ على أبو خوذة ص 122 ج2 ما نصه:
" وقال لى مرة احذر أن تنيكك أمك، فقلت لعبد من عبيده: ما معنى كلام الشيخ؟ قال: يحذرك أن يدخل حب الدنيا فى قلبك، لأن الدنيا هى أمك " إهـ.
وفى المخطوطة التى راجعت عليها ما نصه:
" اجتمعت به كثيراً، فقلت له مرة: أوصنى! فقال: احترس أن تلعب بك أمك، فقلت لعبيده: ما معنى هذا؟ فقالوا: احذر أن تميل إلى الدنيا بقلبك " إهـ.
أما الذي هو أشهر مثال ينسبونه للشعراني فما جاء في ترجمة الشيخ " على وحيش " ج 2 ص 135 من المطبوعة: " وكان إذا رأى شيخ بلد وغيره ينزله من على الحمارة، ويقول له: إمسك رأسها لى حتى أفعل فيها، فإن أبَى شيخ البلد تسمر فى الأرض حتى لا يستطيع يمشى خطوة، وإن سمع حصل له خجل عظيم " إهـ.
والترجمة التى أثبتها بالكامل فى هذا الكتاب من المخطوطة التى استعنت بها ليس فيها هذا الكلام إطلاقاً.
ثم وضع المحقق صورة المخطوطة وقال:
ولذلك صوّرتها لك أيها القارئ الكريم مع المقدمة لتقرأها بعينك، ويستريح قلبك: أن هؤلاء الناس قد افترى عليهم مَنْ قدوته مغرضو اليهود والنصارى، في الافتراء على أهل الله، والكذب عليهم.
ثم ذكر ترجمة كلٍّ من ناصر الدين أبى العمائم الزفتاوى، والشيخ شرف الدين الصعيدى، والشيخ أبى القاسم المغربى، والشيخ إبراهيم أبى لحاف: مقتضبة، أثبتنا في نسختنا من المخطوطة ما هو أوسع , وأكمل، وأنظف، وهى من الأدلة الواضحة على أن هذا الكتاب لعبت فيه أيدٍ غير أمينة على دين لاو خلق.
اهـ
باختصار
والكتاب طبع مكتبة الآداب بمصر
============
وقد ذكر مثل هذا الكلام عبد القادر عطا في مقدمة كتاب ((الطبقات الصغري))
وبعد أن قال كلاما كثيرا في صفحة رقم 11 تحت عنوان: (الدس في كتب الشعراني) قال ما نصه:
إن سلوك الإمام الشعراني وكتبه ودعوته كلها تنآى عن هذه الانحلالات الهادمة، وتبرأ منها وممن دسها عليه، ثم إنه لم يغفل التنبيه في غير موضع من كتبه على أمر هؤلاء الدساسين، وفي كتاب الطبقات الصغرى هذا نبه على شأنهم في غير موضع أيضاً.
ومن عجيب الأمر أن تبقى تلك المدسوسات في كتب الشعراني إلى الآن، ويجبن الناشرون والمحققون عن حذفها حتى تعود الى الطبقات قيمتها العلمية
اهـ
بتصرف
فأرى أن تلك الأمثلة المخلة والتي لا يقبلها عاقل يجب أن تحارب دونما هوادة، لكن الحق أحق أن يتبع ولابد من الاعتراف بأن التزوير قد حصل في كتب الشعراني مما يوجب على الإنسان الإنصاف في عدم نسبة هذه الشنائع لهذا الرجل، وما سوى ذلك فيقاس على الكتاب والسنة ففيهما النجاة والفوز العظيم.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
¥