تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البينية: أما الصفة البينية بين الشدة والرخاوة ـــ قال المالقي:" وأما الراء فقال سيبويه: إنه حرف شديد جرى الصوت لتكريره وانحرافه إلي اللام فتجافي الصوت كالرخاوة، ولو لم يتكرر لم يجر الصوت فيه وذلك أنك إذا نطقت بالراء تكيف الجزء الناطق بها من اللسان نوعا من التكيف حال النطق ثم انفلت من ذلك التكيف فيقطع الصوت الذي هو ذات الراء ثم يعود الجزء الناطق إلى ذلك التكيف فيعود النطق بذلك الحرف هكذا مرة بعد أخرى فيحصل في اللسان بحسب سرعة التكيف والانفلات المتكررين صورة ترعيد وتكرير للفظها، وكل قرعة منها راء مستقلة، لكنه قلما يقدر الناطق على الاقتصار على القرعة الواحدة من غير تكرير إلا بعد التدرب والرياضة مع سلامة العضو الناطق.فمن حيث كان سريع التفلت وقطع الصوت كان شديدا ومن عرض فيه التكرار السريع صار الصوت كأنه شيء واحد ممتد لم ينقطع، فأشبه بذلك الرخوة ولهذا قال سيبويه: " جرى فيه الصوت بالتكرير وانحرافه إلي اللام. أ هـ 184

واعلم أخي أنهم اختلفوا في حروف البينية عدها مكي ومن تبعه إلي أن حروفها ثمانية يجمعها قولك: " لم يروعنا " وذهب الداني وغيره إلي أنها خمسة يجمعها قولك " عمر نل "

الاستفال: وسميت مستفلة لانخفاض اللسان عن الحنك عند لفظها وحروفها سوى أحرف الاستعلاء التي حروفها (خص ضغط قظ)

المنفتحة: سميت كذلك لانفراج ما بين ظهر اللسان والحنك الأعلى عند النطق بها. وحروفها سوى أحرف الإطباق التي حروفها (صاد، ضاد، طاء، ظاء)

الانحراف: ومعناه " الميل " وهو صفة اللام والراء وانحرافهما إلي الجهة اليمنى، إلا أن انحراف اللام أقوي من انحراف الراء

الذلاقة: قال الملا علي القاري:" والحاصل أن الفاء والراء والميم والنون واللام والباء الوحدة يقال لها المذلقة لخروجها من ذ لق اللسان والشفة أي طرفيهما والمراد أن خروج بعضها من ذلق اللسان وهي الراء واللام والنون وبعضها من ذلق الشفة وهي الباء والفاء والميم وما عداهما مصمتة لأنها من الصمت وهو المنع قال الأخفش: لأن من صمت منع نفسه من الكلم والمراد بها أنها ممنوعة من انفرادها في بنات الأربعة والخمسة بمعني أن كل كلمة علي أربعة أحرف وخمسة أصول لابد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حروف من الأحرف المذلقة وإنما فعلوا ذلك لخفتها عادلوا بها الثقيلة ..... " ا هـ 18 المنح الفكرية

قلت: وذهب بعض أهل العلم إلي أن صفة الإصمات والذلاقة ليسا من الصفات ولا ينبغي أن يضافا إلي الصفات ولذلك لم يعدها المالقي والداني في التيسير ولم يذكرهما الشاطبي ـ رحمه الله ـ في منظومته، وهذا الرأي ما أميل إليه لأننا إذا نظرنا إلي الإصمات فهو ليس خاص بالحروف بل خاص بالكلمة أي لا توجد كلمة فيها أربعة أو خمسة أحرف إلا وفيها حرف مذلق فلا دخل لهذا التعريف بالصفات وأيضا الإذلاق حروفها تخرج من طرف اللسان والشفتين فلماذا ندخلها في الصفات؟ فهذا خاص بالمخرج .. والله أعلم

التكرار: قال الملا على:" وهو إعادة الشيء وأقله مرة على الصحيح

ومعني قولهم: إن الراء مكرر وهو أن الراء له قبول التكرار لا ارتعاد طرف اللسان به عند التلفظ كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك يعني أنه قابل للضحك وفي الجمل إشارة إلي ذلك لهذا قال ابن الحاجب: " لما تحسه من شبه ترديد اللسان في مخرجه وأما قوله: ولذلك جرى مجرى حرفين فى أحكام متعددة فليس كذلك بل تكريره لحن فيجب معرفة التحفظ عنه للتحفظ به وهذا كمعرفة السحر ليتجنب عن تضرره وليعرف وجه رفعه قال الجعبرى: وطريقة السلامة أنه يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة ومتي ارتعد ت حدث من كل مرة راء وقال مكي: لا بد في القراءة من التكرير وقال واجب علي القارئ أن يخفي تكريره ستجد الترعيد ولكن بدون مبالغة. ومعلوم أن لكل حرف جرس في الأذن فكيف يكون الراء من غير تكرير؟

وانظر إلي قول الإمام نصر بن علي المعروف ــ بأبي مريم ــ في كتابه الموضح " ومنها حرف واحد مكرر وهو الراء وذلك لأن الواقف إذا وقف عليه وجد طرف اللسان يتعثر بما فيه معني التكرير وذلك يعد في الإمالة بحرفين، والحركة فيه تنزل منزلة حركتين " ا هـ 1/ 180

ومتي أظهر فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين. ا هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير