تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 ـ ذكر بعض النقول عن أهل العلم في استحسانه والثناء عليه.

2 ـ ذكر بعض النقول عنهم في عدِّهم له قاعدة من قواعد توحيد الأسماء والصفات.

أولاً: أما كلام أهل العلم في استحسانه واستجادته وتلقيه بالقبول فكثير جدًّا، ولهذا لا يخلو في الغالب كتاب من كتب العقيدة لأهل السنة والجماعة من ذكر هذا الأثر والاستشهاد به والثناء عليه.

ومما جاء عن أهل العلم في الثناء على هذا الأثر واستحسانه ما يلي:

1 ـ قال الإمام أبو سعيد الدارمي عقِب روايته لهذا الأثر في كتابه الرد على الجهمية: ((وصدق مالك، لا يُعقل منه كيف، ولا يُجهل منه الاستواء، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية)) ().

2 ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشدّه استيعاباً؛ لأنَّ فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتمَّ أهل العلم بقوله واستجادوه واستحسنوه)) ().

وقال أيضاً: ((وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره)) ().

وقال أيضاً: ((فإنَّه قد رُوي من غير وجه أنَّ سائلاً سأل مالكاً عن قوله: ?الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى? كيف استوى؟، فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، ثم أمر به فأُخرج، ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد رُوي هذا الجواب عن أمِّ سلمة -رضي الله عنها- موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يُعتمد عليه، وهكذا سائر الأئمة قولهم يُوافق قول مالك في أنّا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دلَّ عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء، ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة، ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك)) ().

3 ـ وقال الذهبي -رحمه الله-: ((هذا ثابت عن مالك، وتقدّم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة: أنَّ كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأنَّ استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنَّه كما يليق به، ولا نتعمّق ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنَّه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أنَّ الله -جلَّ جلاله- لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً)) ().

4 ـ وقال أبو المعالي الجويني في الرسالة النظامية في الأركان الإسلامية: ((ومما استُحسن من كلام مالك أنَّه سُئل عن قوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ?: كيف استوى؟، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فلتُجرَ آية الاستواء والمجيء وقوله: ? لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ? ()، وقوله: ? وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ? ()، وقوله: ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? ()، وما صح من أخبار الرسول كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا)) ().

5 ـ وقال الإمام البغوي في تفسيره: ((فأمَّا أهل السنة يقولون: الاستواء على العرش صفة الله تعالى بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به، ويكِلُ العلم فيه إلى الله ?، وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله: ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ?: كيف استوى؟، فأطرق رأسه مليًّا وعلاه الرَّحضاء ثم قال: ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلاَّ ضالاًّ، ثم أمر به فأُخرج، وروي عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات: أمِرُّها كما جاءت بلا كيف)) ().

6 ـ وقال ملا علي القاري: ((ونِعم ما قال الإمام مالك -رحمه الله- حيث سُئل عن ذلك الاستواء، فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وهذه طريقة السلف وهي أسلم، والله أعلم)) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير