تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس.

قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام.

من ذلك نعلم:

مراد الشيخ رحمه الله من الحديث أنه رأى ربه في صورة شاب أمرد أي مناما (أي في صورة حسنه أو في أحسن صورة وليس أن الله على صورة شاب أمرد) كما استدل رحمه الله في بداية قوله من حسن الظن بالله.

وقال شيخ الإسلام رحمه الله:

ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك.

وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم على عينه وأذنه لما قرأ (إن الله كان سميعا عليما) فهل الرسول صلى الله عليه وسلم شبه سمع الله وبصره بسمع الإنسان وبصره لما أشار إلى سمع نفسه وبصره.

وهذا عند العلماء يسمى تحقيق السمع والبصر لا التشبيه بأن سمع الله كسمع البشر وعينه كذلك أو بصره:

فالشيخ رحمه الله أراد بهذا الحديث لما ثبت عنده صحته تحقيق أن الله في أحسن صورة كما يراها النائم من حسن ظنه بالله لا أن الله على صورة الشاب الأمرد.

وأنقل هنا ما ذكره العجلوني رحمه الله في الحديث

قال:

والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وان حمل على اليقظة فأجاب عنه ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة قال القاري كأنه أراد بهذا التجلي الصوري ولله تعالى أنواع من التجليات بحسب الذات والصفات لكنه تعالى منزه عن الجسم والصورة بحسب الذات وأما ما قاله السبكي في الحديث فان أراد أن في سنده ما يدل على وضعه فمسلم وإلا فبات التأويل واسع انتهى ملخصا.

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك فأجاب:

وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء، وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف، فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا عدو الله لست بربي؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين، أو كما قال رحمه الله.

والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر لما سئل الرسول هل رأيت ربك قال: نورا أنّا أراه.،، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية. قال له: {لَنْ تَرَانِي} [2] الآية

لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه،أن الرسول قد رأى ربه وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا. . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه

هذا والله أعلم فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

ـ[قريح مولود]ــــــــ[20 - 04 - 08, 08:16 م]ـ

بارك الله فيكم واماتكم على الكتاب و السنة

ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:16 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[17 - 05 - 08, 06:08 ص]ـ

لو سمحتم يا احبه اريد توجيه لقول شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية و الذي سأنقله بحروفه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير