ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه إحدى الرسائل الموجودة في مجموع رسائل الصنعاني
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19005
وهي (7 - سُؤَالٌ فِي أَبَوَي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَوَابُهُ.)
سؤالٌ وردَ على المولى السيِّدِ العلاَّمةِ
الإِمَامِ البَدْرِ المنيرِ مُحَمَّدِ بنِ
إِسْمَاعِيْلَ الصَّنعَانيُّ
رضي الله
عنه
بسم الله الرَّحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلماء مرجعا لجلاء غياهب المشكلات، وأكرمهم بقوله {يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات}، والصَّلاة والسَّلام على رسوله الذي بعثه، وظلمات الشرك مدلهِّمَّة، فكشفها حتى أقام الدِّين، وأوضح سبيل المتقين فكانت أمَّته خير أمَّة، وبعد:
فهذا سؤال مطلوب جوابه، ممن انتهت إليه رياسة العلم في هذه الأعصار، واشتهرت علومه في هذه الأمصار، وصار ملاذا في جلاء المشكلات، وحكما مقبولا عند المحكمات، ذلك سيِّدي العلاَّمة الشَّهير محمد بن إسماعيل الأمير، أعلى الله في الدَّارين مناره، وغفر جميع خطاياه وأوزاره، ومدَّ في عمره لإحياء شريعة سيِّد الأنام، وجعله سراجا منيرا في ( ... ) الأيَّام:
وهو أنه لمَّا قُرىء قول العلاَّمة محمد بن يوسف الشَّامي الصَّالحي في سيرته ((أنَّ جماعة من أهل الفترة حين يبعثون يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله سلَّم ممن يؤمن عند ذلك فيكونون من أهل الجنَّة)) وقع خوض من طلبة العلم في شأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلَّم
فقال بعضهم " إنَّهما ماتا على دين الجاهليَّة مُشْرِكَيْن "
وقال بعض " لم يثبت ذلك بدليل " أعني أنه بلغهما دين عيسى وتركا اتباعه، فلا ينسبان إلى الكفر، ولا على أنَّهما ماتا على دين الجاهليَّة، لأنهما ماتا صغارا، " فعبد الله " مات وسنُّه ثماني عشرة سنة، " وآمنة بنت وهب " قريب من ذلك.
وقال: من قال إنهما ماتا على دين المشركين " فهو كافر لأن ذلك أذيَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم بنسبة الكفر ولو لم يقصد الأذيَّة.
فهل يجوز تكفير من اعتقد أنهما ماتا على دين الجاهليَّة _ أي الشايع _ إلاَّ في نفر قليل خرجوا عنه، كزيد بن عمرو، و ورقة بن نوفل، و عبدالله بن جحش، و عثمان بن الحويرث،، وكان أحسنهم زيدا.
فالجواب مطلوب مبسوطا بما يوافق الحقَّ إن شاء الله
وهل المُكَفِّر مجترىء على النكفير مجازف أم لا؟ إذ لا يجوز إلاَّ بدليل قطعيٍّ كما قُرِّر في مظانه؟
هذا وقد روى مسلم في آخر المقدِّمة في
" باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النَّار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة "
وروي أن رجلا قال يا رسول الله: أين أبي؟
قال: في النَّار.
فلمَّا قفَّا دعاه فقال: إن أبي وأباك في النَّار.
قال النووي: وفيه أنَّ من مات على الكفر فهو في النَّار لا تنفعه شفاعة قرابة المقرَّبين، وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النَّار، وليس في هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدَّعوة، فإنَّ هؤلاء قد بلغتهم دعوة إبراهيم صلى الله عليه وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلمه. انتهى
وقد تُكُلِّمَ في هذا الحديث الذي رواه بأنَّ الرواية الصَّحيحة في جواب النبي صلى الله عليه وسلَّم على الرَّجل أنَّه قال له: (حيثما مررت بقبر كافر فبشِّره بالنَّار) ذكره السهيلي في الرَّوض، والصَّالحي الشَّامي في سيرته، وأطال في ذلك بما يراجع فيه، والله أعلم.
الجوابُ من المولى العلاَّمةِ
محمدِ بنِ إسماعيلَ الأميرِ
رحمه الله
الحمد لله تحقّقت الوالد العلاَّمة جمال (المزين) (1) لا زال عينا ناظرة في العلماء العاملين، ورايت ما دار في المتعارضين، وهو يعلم أدام الله توفيقه، وسلك به أشرف طريقة، أنَّ مسألة إيمان أبوي المصطفى صلى الل عليه وآله وسلَّم من مسائل الفضول، لا يخوض فيها من هو بمهمَّات دينه مشغول، وقد ألَّف الجلال السيوطي رسالة سمَّاها " التَّعظيم والمِنَّة في أنَّ أبوي النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجنَّة " وأطال المقال، ونقل الأقوال، وهو أطول الناظرين باعا، وأكثرهم على الآثار اطِّلاعا، ولم يأت بما يشرح الخاطر، ويدفع مخالفة المناظر، فتارة
¥