ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 05:02 م]ـ
- جزى الله الأخوة الأفاضل الذين أبانوا وجه الحق في المسألة دون تحريف لمعاني الأحاديث وتلاعب بمدلولاتها لأجل عاطفة في غير محلها.
- وقد ثبت كفر أبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهل إذا قال إنسان إنَّ أبا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام = كان كافراً أنه يستحق اللعن ويوصف بقلة الأدب، أو غير ذلك مما فيه إرهاب فكري؟!!
- ولمعالجة القضية من ناحية نفسية عند من لا يستسيغها مع قضاء الكتاب والسنة بها أقول:
إنَّ الله تعالى قد شاء بحكمته البالغة أن يكون من أصفياء خلقه وأنبيائه من أبوه أو زوجه أو ابنه أو أبويه كليهما أوعمه أو عشيرته = كفاراً؛ لحكمةٍ يعلمها هو سبحانه وتعالى.
- فهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان أبوه كافراً، ((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)).
- وهذا نوح ولوط كان زوجاهما كافرتان: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)).
- وهذا نوح كان ابنه أيضاً كافراً: ((وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ)).
- كما شاء سبحانه أن يكون من أنبيائه من يكون أبواه وبعض أجداده مسلمين، كيوسف الصديق، الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم.
- ولعل من حكم ذلك لبيان أنه لا محاباة لأحد لأجل قرابة أونسب عند الكلام على قضية الإيمان وكذا عند فصل القضاء بدخول الجنة أو النار؛ كما قال سبحانه وتعالى: ((فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ)).
- وقد بلغت الحماقة ببعض مدِّعي المحبة المزعومة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه تمنى لو دخل النار بدل إبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فداء له، لتقرَّ عين النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ كما حكى ذلك أهل التأريخ!!
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 04 - 04, 10:52 ص]ـ
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (4/ 324)
/ سُئلَ الشَّيخُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه، ثم ماتا بعد ذلك؟
فَأَجَاب:
لم يصح ذلك عن أحد من أهل الحديث، بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق،
وإن كان قد روى في ذلك أبو بكر ـ يعني الخطيب ـ في كتابه [السابق واللاحق]، وذكره أبو القاسم السهيلي في [شرح السيرة] بإسناد فيه مجاهيل، وذكره أبو عبد اللّه القرطبي في [التذكرة]، وأمثال هذه المواضع،
فلا نزاع بين أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات كذبًا، كما نص عليه أهل العلم،
وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث، لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة،
ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا قد يروون الضعيف مع الصحيح؛
لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين،
فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقًا للعادة من وجهين:
/من جهة إحياء الموتى، ومن جهة الإيمان بعد الموت، فكان نقل مثل هذا أولى من نقل غيره،
فلما لم يروه أحد من الثقات علم أنه كذب.
¥