قال العلامة المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص180: .. ـ بعد أن ذكر الحديث وتخريجه وشواهده .. ـ واعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم وقبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة، وتبني ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل إن فيهم من يظن أنه من الدعاة إلى الإسلام ليستنكر أشد الاستنكار التعرض لذكر هذه الأحاديث ودلالتها الصريحة، وفي اعتقادي أن هذا الاستنكار إنما ينصب منهم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي قالها إن صدقوا بها، وهذا كما هو ظاهر كفر بواح، أو على الأقل على الأئمة الذين رووها، وصححوها وهذا فسق أو كفر صراح، لأنه يلزم منه تشكيك المسلمين بدينهم لأنه لا طريق لهم إلى معرفته والإيمان به إلا من طريق نبيهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه فإذا لم يصدقوا بها لعدم موافقتها لعواطفهم وأذواقهم وأهوائهم، والناس في ذلك مختلفون أشد الاختلاف كان في ذلك فتح باب عظيم جدا لرد الأحاديث الصحيحة، وهذا أمر مشاهد اليوم من كثير من الكتاب الذين ابتلي المسلمون بكتاباتهم كالغزالي والهويدي وبوليق وابن عبد المنان وامثالهم ممن لا ميزان عندهم لتصحيح الأحاديث وتضعيفها إلا أهواؤهم.
واعلم أيها المسلم ـ المشفق على دينه أنه يهدم بأقلام بعض المنتسبين إليه ـ أن هذه الأحاديث ونحوها مما فيه الأخبار بكفر أشخاص أو إيمانهم، إنما هو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها وتلقيها بالقبول لقوله تعالى: {ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (1 - 3) سورة البقرة، وقوله {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب، فالإعراض عنها وعدم الإيمان بها يلزم منه أحد أمرين لا ثالث لهما ـ وأحلاهما مرّ ـ: إما تكذيب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإما تكذيب رواتها الثقات كما تقدم.
وأنا حين أكتب هذا أعلم أن بعض الذين ينكرون هذه الأحاديث أو يتأولونها تأويلا باطلا كما فعل السيوطي ـ عفا الله عنا عنه ـ في بعض رسائله، إنما يحملهم على ذلك غلوهم في تعظيم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وحبهم إياه، فينكرون أن يكون أبواه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما أخبر هو نفسه عنهما، فكأنهما أشفق عليهما منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!! ...
==== بقي كلام نفيس في قرابة صفحة ونصف لعل أحدا يحتسب، وينشط لنقله فأنا بطيء الكتابة ..
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[06 - 08 - 05, 12:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 08 - 05, 01:08 ص]ـ
الأخ الراجي رحمة ربه، نوركم الله في الدنيا والآخرة، وجزاكم عن ذبكم عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم خير الجزاء ...
والإخوة أعلاه؛ اتقوا الله، فإن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالإجماع، ومن تعمده لا يستتاب أصلا، وقد جاءكم الراجي رحمة ربه بالحجة والبرهان، والأصل أن يغلب جانب حسن الظن في أبوي النبي صلى الله عليه وسلم على سوء الظن ...
ثم إن دلالة القرآن قطعية، ودلالة السنة الصحيحة أقل منها إجماعا، والجمهور على عدم نسخ القرآن بالسنة، هذا في الأحكام، أما في الأخبار فلا ينسخ القرآن حتى القرآن.
ودلالة القرآن على أهل الفترة قطعية، ودلالة ما جلبتموه من الأحاديث حول والدي النبي صلى الله عليه وسلم ظنية قولا واحدا، وإن جلدي ليقشعر من تلك الجرأة على جناب النبي صلى الله عليه وسلم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، فهنا يحق للعين أن تذرف بدل الدمع دما، والجسم حق له أن يتفطر ويتمزق حسرة وهيبة من جناب النبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
بل؛ ألم يبلغكم في حديث فضل النبي صلى الله عليه وسلم، المتفق على صحته: "فأنا خيار من خيار"، فإن كان آباؤه صلى الله عليه وسلم خيارا، فكيف يكونون مشركين وكفارا؟؟؟؟؟، هل يكون أهل النار خيارا ومصطفين على الخلائق؟؟؟؟. هذه دلالة قطعية لا مناقشة فيها.
¥