2 - عن اسماء بنت أبي بكر قالت: "رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش, والله ما منكم على دين إبراهيم عليه السلام غيري. وكان-أي زيد- يحيي الموءودة, يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: أنا أكفيك مؤنتها, فيأخذها, فأذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك, وإن شئت كفيتك مؤنتها ". رواه البخاري معلقا (7: 114_ 115) , ووصله الحاكم في المستدرك (3: 440) وصححه على شرط الشيخين, وصححه الألباني (تخريج فقه السيرة للغزالي 66).
3 - " ورقة بن نوفل كان امرءا تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني ... فأخبره الرسول (ص) خبر ما رأى, فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى ... , وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا .... ". حديث صحيح جدا رواه البخاري (18:1_ 23) ومسلم (1: 97_ 98).
4 - قال (ص) "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار, كان أول من سيب السوائب (وفي رواية: كان أول من غير دين إسماعيل) ". رواه الشيخان, وانظر الصحيحة (1677).
5 - سألوه (ص) عن عبد الله بن جدعان, فقالوا: كان يقري الضيف, ويعتق, ويتصدق, فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال (ص):" لا, إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ". رواه مسلم, وانظر الصحيحة تحت الحديث رقم (2927).
6 - " مر النبي (ص) بنخل لبني النجار, فسمع صوتا, فقال: ما هذا, فقالوا قبر رجل دفن في الجاهلية. فقال (ص): لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني". حديث صحيح جدا, رواه أحمد (3: 201) وابن حبان (786) بأسانيد صحيحة عن أنس.
وله شاهد رواه مسلم (8: 160) بسند صحيح عن زيد بن ثابت: بينما النبي (ص) في حائط لبني النجار .. , فقال (ص) من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا. قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك, فقال (ص) " لولا أن تدافنوا, لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني".
7 - " رؤيته (ص) في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبه في النار, لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه ". رواه مسلم, وانظر الإرواء (656).
كل هذه الأحاديث, وغيرها الكثير, تدل على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة –الكثير منهم- معذبون بشركهم وكفرهم, وأن معظمهم ليسوا من أهل الفترة, إذ لو كانوا من أهلها لم يستحقوا العذاب.
الشبهة الثانية: أورد السيوطي في ((مسالك الحنفا في والدي المصطفى)) (2/ 432 - 435) سؤالاً في مسألة إيمان والدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {{{فإن قلت: بقيت عقدةٌ واحدةٌ وهي ما رواه مسلمٌ عن أنسٍ أن رجلاً قال: يا رسول اللَّه، أين أبي؟ قال: ((في النار))، فلما قفَّى دعاه، فقال: ((إن أبي وأباك في النار)). وحديث ((مسلم)) و ((أبي داود)) عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم استأذن في الاستغفار لأمه فلم يُؤذن له. فاحلل هذه العقدة. قُلْتُ: على الرأس والعين، والجواب: أن هذه اللفظة، وهي قوله: ((إن أبي وأباك في النار)) لم يتفق على ذكرها الرواة، وإنما ذكرها حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنسٍ، وهي الطريق التي رواه مسلمٌ منها، وقد خالفه معمر عن ثابت، فلم يذكر: ((إن أبي وأباك في النار))، ولكن قال: ((إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار))، وهذا اللفظ لا دلالة فيه على والده صلى الله عليه وسلم بأمرٍ البتة، وهو أثبت من حيث الرواية، فإن معمرًا أثبت من حمادٍ، فإن حمادًا تكلِّم في حفظه ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه دسَّها في كتبه، وكان حمادٌ لا يحفظ فحدَّث بها فوهم، ومن ثمَّ لم يخرج له البخاري شيئًا، ولا خرَّج له مسلم في الأصول إلاَّ من حديثه عن ثابتٍ .. وأمَّا معمر فلم يتكلَّم في حفظه، ولا استنكر شيءٌ من حديثه، واتفق الشيخان على التخريج له، فكان لفظه أثبت ... ثم ذكر السيوطي شاهدًا لحديث معمر من حديث سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه}}} انتهى كلام السيوطي-عفا الله عن زلته-.
أقول ردا على ذلك:
1 - بنى السيوطي تضعيفه على أن معمرا بن راشد قد خالف حماد بن سلمة عن ثابت عن أنسٍ في لفظه "إن أبي وأباك في النار" فقد قال معمر عن ثابت- كما يدعي السيوطي- " إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
¥