تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[01 - 03 - 06, 08:08 م]ـ

الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، وجعلنا من أمة عبده ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وعلى أصحابه أعلام الهدى، وعلى من تبع هديه إلى أن يحشر الناس غدا.

أخوتي الكرام: بادئ ذي بدء أعتذر عن فتح الموضوع من جديد كما أدعو الله تعالى أن يهدينا لما أختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، كذا فإني لا أفتات على مشايخنا وإخواننا وإنما محاولة لفهم الموضوع وتقريبه، كما أني لم أقصد تعقب الأخ الكريم راجي رحمة بل أردت بيان وجه الحق الذي أعتقده.

فهذا نص رواية البخاري في وفاة أبي طالب:

صحيح البخاري برقم 1294 كتاب الجنائز باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله:

حدثنا إسحق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه أنه أخبره: أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية بن المغيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب (يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فأنزل الله تعالى فيه {ما كان للنبي} الآية

وأطرافه [3671، 4398، 4494، 6303] وهو عند الإمام مسلم

قلت: فقول أبي جهل وعبد الله بن أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب وقول أبي طالب: هو على ملة عبد المطلب يدل صراحة أن ملة عبد المطلب كانت الشرك وهذا واضح أتم الوضوح قلت وتصريح الأية بأن أبا طالب مشرك يقتضي بالملازمة كون عبد المطلب ومن كان على مثل ما هو عليه مشرك ولا بد وأنه مثله في النار، كذا فلا يتصور أن عبد الله والد النبي وأمه كانا على خلاف ملة جده عبد المطلب وإلا لأشتهر عنهما كما اشتهر عن غيرهما كورقة وزيد بن نفيل ولا يقبل مثل هذا إلا بدليل صحيح صريح كيف وقد جاء الدليل بخلافه.

وكونهما مشركين لا يضره صلى الله عليه وسلم كما قال مشايخنا في نقولاتهم فما ضر إبراهيم وهو الخليل كفر أبيه، ولا ضر نوح كفر امرأته وابنه، ولا ضر لوط كفر امرأته، وكلام إبراهيم لأبيه ذكره الله تعالى في القرآن وأعاده فهل كان يؤذي خليله ....

ومسألة تخفيف العذاب عن أبي طالب (مشاركة 15) وقد شهد الدعوة ومقارنتها بمن لم يشهدها ليست محل شاهد فإنه خفف عنه بسبب شفاعته صلى الله عليه وسلم كما أخرجه مسلم

358 - (209) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبدالملك بن عمير عن عبدالله بن الحارث قال: سمعت العباس يقول قلت يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ قال نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح.

ولم تنفعه شفاعته في إخراجه من النار مع كونه كان يحوطه ويدفع عنه وقد حجر عثرة أقامه الله تعالى للمشركين في طريق قضائهم على دعوة الإسلام ومع ذلك لم ينتفع بهذا.

ولولا النص النبوي في حقه ما قال أحد أنه أهون أهل النار عذاباً فإذا قبلت هذا تحتم عليك لزاما قبول غيره لأن الذي أخبر بهذا أخبر بهذا.

وفي مقام أبويه نهي عن الاستغفار لهما فكيف ينهى عن الاستغفار وتذيل الآية الكريمة بقول الحق "من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" ثم يقال أنه نهي عن الاستغفار لأنه لم يصدر عنهما ذنب يستحقان الاستغفار عنه (مشاركة 16).

أما أن أمه لم يصرح أنها في النار إنما نهي عن الإستغفار لها فقط فإذا صح دليل الأب صح دليل الأم وقد رضيت الأول فلما رددت الثاني وما الفرق. (مشاركة رقم 9).

أما مسألة مناقشة ذلك على الشبكة والملأ (مشاركة رقم 20) فأنا أقول لك أخي هل يدخل هذا المنتدى المبارك داعر أو فاسق أم يدخله طلبة العلم ومشايخه - كما هو ظني – فهل تظنهم طرحوا هذا الموضوع سباً في نبيهم أم سؤال علمي يتعلق بقضية عقدية فصدقني أخي الكريم وأقسم بالله غير حانث - إن شاء الله - كنت أتحاور مع أحد المنتسبين للصوفية وهو لا يتكلم جملة إلا قال وسيدنا أبو طالب قال وسيدنا أبو طالب فعل، وسيدتنا أمنة قالت وعملت وهكذا فقل لي بالله عليك رجل قطع له بالنار كأبي طالب على الاتفاق بيننا يقال عنه سيدنا، ويترحم عليه أليس هذا مسألة من صلب العقيدة التي يجب إعلام الخلق بها.

كما أني وإحقاقاً للحق أتفق معك في أنه يجب عدم التوسع في نشر ذلك عند من يفقهه ومن لا يفقهه فإن ذلك أبكاه صلى الله عليه وسلم وتكدر خاطره صلى الله عليه وسلم يجب مراعاته فلقد جعله الصحابة أهون من دخول غسان بجيشه المدينة (البخاري من حديث ابن عباس).

وكان يكفي من الأمر والنقاش التوفيق الذي ذكره الشيخ خالد السلمي - سلمه الله.

ولا أظن أحداً حقيق بقول الشافعي - رحمه الله – من رواد هذا المنتدى المبارك حيث قال:

ما جادلت أحداً على الغلبة، وما جادلت أحداً لأ رجوت أن يجري الله الحق على يديه.

هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل، ونفعنا بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا وأصلح بيننا وألف بين قلوبنا.

إنه ولي ذلك والقادر عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير