تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والجواب عنه: أن قريشا أفضل العرب والعجم وسائر الآدميين، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى وَمِنْ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ))، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا وَخَيْرِهِمْ بَطْناً))، وقد بيَّنا شرح هذه الأحاديث على التَّفصيل في شرح التِّرمذي.

وعن السُّؤال الثَّاني: أنَّ من كان منهم مسلما فهو خير ممن كان كافرا، وغيرهم في ذلك سواء، ويفضلونهم في غير ذلك بما يطول تعداده.

وعن السؤال الثَّالث: وهو والد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَخٍ بَخٍ إلى يوم النَّفخ، إنَّ لاعن والد النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملعون على لسان النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا قد بلغنا عن ربِّنا أنَّهُ قَالَ {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}، وهو مناقض للتعزير والتَّوقير الواجب له، ولا يجوز ذلك مع المسلمين غير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فيه من الأذيَّة لهم الَّتِيْ هي معصية، فكيف في جانب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِيْ هو كفر!، وقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ مخبرا عن إبراهيم عليه السَّلام {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ}، وهو مناقض لتوقير النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إن إبراهيم عليه السلام يلقى أباه، وعليه القترة، فيقول يا ربِّ، وعدتني لا تخزني / يوم يبعثون، فيعود والد إبراهيم في صورة ذيخ، وهو المتولد بين الذئب والكلب، حتى لا يَرَى الخلق والد إبراهيم يُحمل إلى النَّار.

فكيف يؤذى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو يجترئ في الشَّرع بلعن أبيه، والتخصيص بذلك له، وقد قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَبِي وَأَبُوْكَ فِي النَّارِ، وَأُمِّي وَأُمُّكَ فِي النَّارِ)) بيانا لحكم الله في الدين، وتفريقا بين المؤمنين والكافرين، وليس لأحد أن يَقُوْل ذلك هجيراه في جواره، فلا يجوز ذلك لما فيه من الأذيَّة والخزاية، ففي رواية ((لا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ))، وفيه كلام قد بيَّنَّاه في شرح الحديث، من معظمه الأذيَّة الَّتِيْ أشرنا إليها، وفي أبي النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنتم ترون حنانه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عمِّه أبي طالب، واستلطافه به، ودعاء الله تَعَالَى في التَّخفيف عنه، لا يجوز لأحد لعنته لأنها منقصة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمِّه فضلا عن أُمِّه وأبيه.

وعن السؤال الرَّابع: إنَّ قول الله {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)} أنَّه متناول لكل كافر كائن من كان، بحال العموم، ويقال على الخصوص فيمن ليست له ذِمَّة ولا يَمُتُّ بحرمة، كلعن السَّارق وشارب الخمر على الجملة والعموم، ولا يفعل ذلك على التَّعيين، ففي صحيح الحديث أن رجلا كان يشرب الخمر على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيؤتى به إليه كثيرا فَقَالَ بعضهم: ما أكثر ما يؤتى به أخزاه الله!، فَقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لاَ تَكُونُوا أَعْوَاناً لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير