تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر الإخوة في مشاركاتهم ما يقنع به كل من أراد الحق، وكانت ردودهم بعلم وحلم، طالبين في ذلك _ وفي سائر مشاركاتهم في الملتقى _ رضى الله تَعَالَى والدفاع عن دينه، والرد على الظالمين المحرفين من أعداء الدين، أو من الجهلة الذين ينافحون عن باطلهم بالجهل، ولم يقصد أحد منهم بكلامه الطَّعن في النبي صلى الله عليه وسلم أو التنقص من قدره، كيف وهم أكثر الناس تعلقا بالنبي صلى الله عليه وسلم، واطلاعا على أحاديثه ومدارستها، والاهتداء بهديها، والعلم بما صح منها.

وإن تعجب فاعجب من أناس أخذتهم العاطفة بعيدا عن الحق، وظنوا أن الكلام عن والدي النبي صلى الله عليه وسلم وبيان حالهما وأنهما في النار _ متبعين في ذلك كلام رسول الله _ من الطعن فيه، ولمَّا علموا أن أهل السنة _ الصافية من البدع _ لن يتركوهم يبثون هذه البدع بين الناس أخذوا يطعنون في الأدلة التي استدل بها أهل السنة _ الصافية من البدع _ ويحرفونها عن ظواهرها، وقائدهم في ذلك هو التأويل اللعين الذي صرف به أهل البدع قبلهم كلام رب العالمين، وزعموا أنه يخاطبنا بالألغاز والتورية دون الحقيقة، فقد فزعوا إلى طاغوتهم المعروف، ليصرفوا خطاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلامه عن ظاهره، فصرفوا لفظ الأب إلى العم، وقالوا إنه قَالَ إن اباه في النَّار مواساة للسائل، وتركوا ظاهر الحديث الصحيح وطعنوا فيه بغيا وظلما وعدوانا، وهم يعلمون أنهم كاذبون في دعواهم ثم ركنوا إلى حديث موضوع هم يقرون أنه لا يصح، وقالوا إن هذا لا ينافي قدرة الله تعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله من هذه التحريف ورد الحق بالشبه والحديث الضعيف.

أولا:

بما أنَّ غالب المبتدعة يركنون إلى كلام السيوطي في رسائله الَّتِيْ سوَّدها في هَذَا الموضوع، فهذه نقولات من كلام الملا علي قاري الحنفي، الَّتِيْ تكلَّم فيها عن تخبطات السيوطي، ولم أنقل الرسالة كاملة، بل نقلت ما يقوله عن السيوطي، وعن طريقته المرذولة في الرسائل الَّتِيْ كتبها في الموضوع، فتأملها لتعرف أنَّ كلام السيوطي فيه تعسُّف وتخَبُّط، والملا علي قاري حنفي، ليس وهَّابيا أو حنبليا، وإلا لسارع البعض بإلصاق السباب والشتم والتهم به.

1 - ((قال السيوطي: ثم ما أبعد قوله في حديث مسلم إن أبي وأباك في النَّار ((قَصَدَ بذلك تطييب خاطر الرَّجل خشية أن يرتدَّ لو قرع سمعه أوَّلاً أن أباه في النَّار.اهـ

قَالَ القاري: نعوذ بالله من القول به، وحاشاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخبر بغير الواقع، ويحكم بكفر والده لأجل تاَلُّف قلب واحد يؤمن به أو لا يؤمن، فهذه زلَّة عظيمة، وجراءة جسيمة، حفظنا الله عن مثل هذه الجريمة)).

2 - ((قَالَ القاري: وأطال في ذكر أمثاله من الأخبار والآثار بما ليس له مناسبة في هَذَا الباب، وإنَّما هو تسويد الكتاب عند من لم يميِّز بين الخطإ والصَّواب))

3 - ((قَالَ القاري: لم يذكر أحد من هؤلاء الأعلام أنَّ آزر عَمُّ إبراهيم عليه السَّلام، فثبت أنَّ هَذَا القيل من القول العليل))

4 - ((قَالَ السيوطي: ومنها أنه قد ثبت أن جماعة كانوا في زمن الجاهلية أنَّهم تحنَّفوا، وتديَّنوا بدين إبراهيم عليه السَّلام وتركوا الشرك، فما المانع من أن يكون أبوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلكوا سبيلهم. اهـ

قَالَ القاري: قُلْتُ: بعد ما كان مستدلا قاطعا، رجع فصار مانعا، وهذا مسلكه أهون من بيت العنكبوت، ولا يصلح أن يقال مثل هَذَا إلا في البيوت، إذا حديث مسلم ينادي على خلاف ذلك، وبقية ما ذكرناه من الدلالات في الآيات والأحاديث يرد احتمال خلاف ما هنالك، لأن الحافظ أبا الفرج ابن الجوزي ذكر في التَّلقيح تسمية من رفض عبادة الأصنام في الجاهلية ... ولو كانا من هَذَا القبيل لكان ذكرهما أولى في مقام التعليل ... ))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير